احتجاج الاستغفال
منذ اللحظة الأولى التي قرأت فيها خبرًا يشير إلى قيام إدارة النصر باحتجاج بعد الخروج المرير من أضعف نسخة من دوري الأبطال التي لم يحققها في تاريخه، وكنت أعتقد أن الخبر مفبرك، خصوصًا أنه يختص بأهلية لاعبين منطقيًّا لا يمكن تسجيلهم دون سماح المرجعية الرسمية الأعلى بذلك، لكني صدمت فعلاً بالاحتجاج وأنه أصبح واقعًا وتفاعلت معه وسائل الإعلام المحلية المرئية والمسموعة والمقروءة، على عكس ما حدث مع احتجاجي الهلال والأهلي رغم أنهما أقوى منه حجة ومنطقًا.
بعد أيام من “التداول” خارج أروقة المحاكم واللجان القانونية استغفل فيها بعضهم جماهير الأصفر البراق وباع عليهم الوهم بثمن بخس، لكنه من راحتهم وراحة بالهم وعلّقوهم بأمل كاذب يشبه تعلّق المشرف العام لفريقهم على “عارضة” المرمى محبطًا، كدلالة حيّة على أهمية البطولة، وأنها هدف أساسي للفريق الأصفر الذي دفع أموالاً طائلة وصلت لحدود ثلث مليار ريال رغم شحّ موارد الأندية، ليست المحلية فقط، بل حتى العالمية. وقد شهدت سوق انتقالات اللاعبين ركودًا كبيرًا وباتت الأندية تحرص على الظفر بالصفقات “الحرة”، ولم نعد نشاهد مزايدات مالية كبيرة عدا النصر - اللهم لا حسد -، وقد تناولت بعض وسائل الإعلام المحلية خبرًا يشير إلى انتعاش الخزينة الصفراء بأربعمئة مليون ريال، ولا أعلم حقيقة هل هي مبالغ جديدة لصفقات قادمة أو أنها إجمالي المصروفات حتى الآن.
هذه الملاءة المالية التي مكنتهم من عقد صفقات كثيرة وكبيرة كمبالغ هي من جعلت الخروج القاري مريرة، وصنف تقديم الاحتجاج بأنه محاولة بائسة ويائسة لصرف أنظار الجماهير المغلوبة على أمرها والتي لم تعد تتحمل مزيدًا من التغرير، حيث تم تصريفهم بطريقة احترافية “ممنهجة”، وأغلب الظن أنه متفق عليها فلم يعد يعرف الأسباب الجوهرية والحقيقية من الخروج أمام فريق حرم من نجمه وهدافه قبل المباراة بساعات، وطرد لاعب من صفوفه وميزانيته أقل من قيمة لاعب يسمى “تيتي”، فكانت “مثل مارحتى جيتي”..
الهاء الرابعة
الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ
هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني
فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِرَّةٍ
بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ