2020-10-11 | 01:46 مقالات

المِظلّة الصفراء

مشاركة الخبر      

الرجل الذي يحفظ الذهب وتعب السنين في جرّة فخار سيفقده لا محالة. الجواهر لا تُخبّأ في مجرى الماء، ولا في خزائن الطين، ولا تُلفّ بالأقمشة البالية، ولا تُترك تحت حراسة بُلهاء.
يمتلك نادي النصر السعودي الثمين من بين الأندية في كُل شيء بدءاً من اللاعب إلى القيمة الجماهيرية، وصولاً إلى الرجال العظام الواقفين خلفه ومعه الدافعين به إلى الأمام حٌبّاً وتعلّقًا. ووسط ذلك كُلّه، على من بيده المفتاح أن يُجيد التعامل مع الخزن الفولاذي وأن ينسى اعتياده على صناديق الخشب.
عامٌ كاملٌ مرّ على مجلس إدارة العاصمي الكبير، وفي الطريق ثلاثة مواسم أخرى، ولم يُحقق فريق كُرة القدم سوى بطولة وحيدة وخسر ثلاثًا كُبرى. والرضا يبدو كبيراً بسبب “الصفقات” لا الانتصارات. وهُنا الطرح الذي يجب أن يكون، حول ما إذا كان الفوز ببطولة هو ما يجلب الاطمئنان والارتياح، أم التهام كُل لاعب سعودي واعد في وضعٍ لا يٌعرف مدى نهاية خطواته نحو التأثير والنجومية وأخذ الكأس تلو الكأس. صحيحٌ أن القتال لا بدّ له من سلاح، لكن ما في رأس القائد من شجاعة هو الأهم من كُلّ السواعد والنبال.
وتقييماً لأداء إدارة الدكتور صفوان السويكت، على صعيد إنجازات الفريق الأوّل، فقد ضاعت بطولتان آسيويتان ودوري بعناصر فنيّة مختلفة هُنا وهناك وجهاز فنّي ثابت، والأيّام القريبة المُقبلة سيكون فيها منافسات لدوري جديد، وكأسي ملك، وأبطال آسيا أخرى، ولاعبون كُثر جُدد، وروي فيتوريا، وجماهير تندفع على نحو هائل للدعم والتأييد. وكُل شيء في طريق القطف كأمر منطقي، فما تمّت زراعته بات مُثمراً ولا مجال لاختلاف الحسابات من أي طرف.
والآن، على من له علاقة بالعالمي، ألاّ يُسلّم ذقنه لأحد مهما بدا وكأنه قريب، وأن يبدأ في التحرّك نحو التوسّع وامتلاك المساحة وترك البصمة على الذهب لا على الورق، فالزمن الأصفر لا مكان لـ “فهلوي” فيه ولا لجامعِ قشّ ولا لمستلقٍ في الظلّ والغبار يثور تحت حوافر الخيل. السراب لا يروي الأكباد العطشى.
العمل الواجب في هذه اللحظات، لا بد أن يكون في الاقتراب إلى حد التلاصق والتعاهد على الارتفاع لا على البقاء. فقد قطع النصر طريقًا طويلاً من أجل ذاته وحانت ساعة الوصول.
بقي الأمر للإدارة، في أن تستشعر الخطر، وأن تُسارع إلى الانتباه، حتى لا تفاجأ بالوابل ينهمر عليها، وهي لا تملك مظلّة أو مأوى شديد التحصين.