الإعارة..
مصلحة أم ضرر؟
صحيفة أثلتيك نيوز الإنجليزية حاربت نظام الإعارات بين أندية الدوري الإنجليزي، في المراحل الأولى من ولادة لعبة كرة القدم، وكتبت بالنص:
“الإعارة تشوه كرة القدم، لا تمنح الفرق ميزة غير عادلة فقط، بل تفرز منافسة غير صحية بين الفرق وبعضها بعضًا، وتجعل من لاعبي كرة القدم مرتزقة، فسوف ينتقل اللاعب إلى الفريق الذي يدفع أكثر”.
السبب في تلك الحقبة الزمنية كانت إعارة اللاعبين لا تختلف عن استعارة كتاب من أرفف المكتبات، بكل بساطة اللاعب يلعب في الأسبوع الواحد مع ثلاثة أندية، لأنه كان شح في عدد اللاعبين، وكل ناد قبل أي مباراة مهمة أو مصيرية يستعير اللاعبين المميزين.
لكن في العقدين الأخيرين تغيرت مفاهيم إعارة اللاعبين في كرة القدم، وأصبحت ظاهرة عالمية تهدف إلى منح اللاعبين الشباب فرصة اللعب مع أندية أخرى، من أجل تطورهم فنياً والتسلح بالخبرة.
السؤال المهم هنا:
هل إعارة اللاعبين لمصلحة الرياضة السعودية أم تضرها؟
لدينا كثير من الدروس العالمية والمحلية في الرياضة السعودية التي تبرهن على أن إعارة اللاعبين فرصة ذهبية للاعبين الشباب لإثبات أنفسهم واكتساب الخبرة، حينها يتحول اللاعب الشاب من مجرد لاعب خارج حسابات المدرب في ناديه الأصلي إلى لاعب نجم مهم في خارطة فريقه، بعد عودته من تجربة إعارة ناجحة مع ناد آخر.
سيرج غنابري نجم بايرن ميونيخ من أهم عناصر الفريق الألماني التي ساهمت في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا مؤخراً، من خلال معدله التهديفي المرتفع، سجل 9 أهداف في 9 مباريات شارك فيها، ما حكاية هذا اللاعب العظيم؟
في عام 11 يونيو 2017م أعلن بايرن ميونيخ التعاقد معه وبعد ثلاثة أيام فقط صدر قرار إعارته لفريق هوفنهايم لمدة موسم واحد فقط، أبهر الجميع وعاد لبايرن ميونيخ متألقاً بعد نجاح تجربة إعارته.
في 2015م أفضل ظهير سعودي حالياً محمد البريك انتقل بنظام الإعارة إلى نادي الرائد، ليعود إلى الهلال أكثر خبرة وذا مستوى فني مرتفع.
لا يبقى إلا أن أقول:
ما أريد أن أصل إليه إلى كل لاعب سعودي شاب لا تنكسر عندما يعلن ناديك إعارتك إلى فريق أقل إمكانيات، هي فرصة لك لإثبات نفسك، لأن تطورك فنياً مرتبط بمشاركتك في المستطيل الأخضر وليس حبيساً لدكة الاحتياط.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..