ديربي
الهدر المالي
من الطبيعي أن أي أموال تدفع لأغراض معينة ثم لا تتحقق هذه الأغراض فإنها تعتبر أموالاً مهدرة، وهذا هو واقع الأموال التي دفعت لقطبي جدة في السنتين الأخيرتين، وهذا في الحال الطبيعي، لأنه من غير المعقول أن يكون هدف هذا الدعم الاستقرار في المناطق الدافئة وعدم القدرة على المنافسة والخروج المبكر من البطولات التي يمثلون بها الكرة السعودية..
صحيح أن النموذج الأبرز في “البذخ المالي” محليًّا وربما عالميًّا هو النصر الذي “يغرف من بحر”، في حين أن غيره “ينحت من صخر”، لكن قطبي لقاء “ديربي هذا المساء” لا يقلان عنه تحديدًا في “الهدر المالي”، ولكم أن تتخيلوا أن الأهلي أفرط في هذا الهدر بطريقة “غير معقولة” وبأرقام قياسية، ربما لو رفعت لموسوعة “جينيس” لتم اعتمادها، ففي مطلع الموسم الماضي أحضر لاعبًا أجنبيًّا وشارك في مباراة واحدة وألغى عقده بعدها، بعد أن حصل على كامل عقده المقدر بستة ملايين يورو وهو ما يقارب “26 مليون ريال”، وهذه قد تكون أغلى مباراة في التاريخ، وإن كان من منافس لها فهو في اللاعب الصربي الذي أحضره الراقي ولعب شوطًا واحدًا “45 دقيقة” بمبلغ عشرين مليون ريال سعودي تقريبًا، وهذا قد يكون “أغلى شوط في التاريخ”..
في الاتحاد الصورة متقاربة لكنها مختلفة التفاصيل، بحكم معاناة الإدارات المتعاقبة من شبح الهبوط، وبالتالي تتكاثر الضغوط وتكثر التخبطات والقرارات الوقتية، والتي كلّفت الخزائن الأموال الطائلة ووصل الهدر المالي لمراحل متقدمة، لدرجة أنه يشتري عقد لاعب بعشرات الملايين وبعد أربعة أشهر تقريبًا يعيره لناديه مع تكفله بالجزء الأكبر من الراتب، وهناك حالات مماثلة أخرى.
ومع ذلك يأتي “دربيهم” ويمر مرور الكرام قبله وبعده، فالأهلي خلال السنوات الماضية يكتفي ببطولة الفوز على العميد، والاتحاد يتجاوز تبعات الخسارة في كل مرة وينشغل بمحاولة البقاء..
الأهلي المسيطر على غريمه في السنوات الأخيرة وقد تكون أطول سلسلة انتصارات بينهما، خرج قبل أيام من بطولة جديدة دون أن يكون هناك حراك وكأنه أمر اعتيادي، والاتحاد الذي لم يتحصل سوى على نقطة يتيمة وقد يبحث عن شقيقتها، وكأنهما متفقان في “الهدر المالي والشح البطولاتي”.
الهاء الرابعة
لا السيفُ يفعلُ بي ما أنتِ فاعلهُ
ولا لقاء عدوي مثل لقياكِ
لو بات سهم من الأعداء في كبدي
ما نال مني ما نالتهُ عيناكِ