جائزة جازان
تكريم المبدعين قبل موتهم
قبل أن يفارق الحياة بأشهر معدودات الشاعر الكبير محمود درويش في 9 أغسطس من العام 2008م بمدينة تكساس الأمريكية بسبب تدهور حالته الصحية، إثر عملية جراحية في القلب، عندما تم تكريمه بإطلاق اسمه على ميدان مهم في مدينة رام الله قال:
“ليس من المألوف أن يُكرَم الأحياء، فالموتى لا يحضرون حفل تأبينهم، وما استمعت إليه اليوم هو أفضل تأبين أود أن أسمعه فيما بعد”.
لا تأتي سيرة التكريم في أي مجلس إلا والجدل البيزنطي سيد النقاش وشعلت الخلاف ما بين المتحاورين، لكن مهما كانت وجهات نظر جميع الأطراف المختلفة لا يقنع أحدهم الآخر، وليس هناك للتنازل عن ما يؤمن به مع كل هذا تتفق كل البشرية على هذا المبدأ:
لماذا لا يتم تكريم المتميزين والمبدعين قبل وفاتهم؟!.
وكما يقولون الإنسان ابن بيئته ويعرف رائحة تراب أرضه حتى وإن حاول المطر أن يجعل التراب طينًا تبقى علاقة الإنسان بالمكان ارتبطًا روحيًّا.
أعرف جازان كما أعرف نفسي، لأنني من ترابها كان في وقت مضى كثير من أشجار الفل تذبل وتموت وتنطفئ رائحتها، لعدم تكريمها والتهميش مقبرة المبدعين والشجرة هنا كل إنسان كانت ظلاله قصة من التميز والإبداع ولم نتذكره بالتكريم إلا عندما مات.
لكن في جازان كل شيء اختلف من 14 عامًا عندما أعلن أميرها العظيم محمد بن ناصر بن عبد العزيز أن كل مميز في مجاله سوف تحتفي به جائزة جازان للتفوق والإبداع في رؤية لتحقيق الريَادة والتميز والإبداع على المستويين الإقليمي والعالمي ورسالة لتحفيز الأفراد والمنظمات وتشجيع الممارسات الإبداعية نحو التميز، والتفوق العلمي، وتكريم المبدعين والمتميزين في جميع المجالات، ونشر ثقافة الجودة والتنافسية ذات جودة عالية ومواصفات عالمية لتواكب رؤية المملكة 2030م وتحقيق الريادة والتميز والإبداع في الأداء.
منذ ولادة الجائزة بلغ إجمالي عدد الفائزين 225 مبدعًا ما بين أفراد وجهات حكومية وأهلية.
لا يبقى إلا أن أقول:
الأربعاء 11 نوفمبر 2020م لجازان قصة أخرى لتكريم الأحياء المبدعين في حفل جائزة جازان للتفوق والإبداع في دورتها الرابعة عشرة برعاية أمير الإبداع محمد بن ناصر بن عبد العزيز.
أمانة الجائزة بقيادة المميز الدكتور إبراهيم أبو هادي وفريق عمله المميز شكرًا لكم، لأن الجائزة أحسنت اختيار من يستحق التكريم وهم أحياء، لكي نقول لهم شكرًا أيها المبدعون واتفاق الجميع على أسماء الفائزين وجدارتهم دليل على جودة معايير الجائزة، شكرًا لكل من جعل جازان موطنًا لتكريم المبدعين.