الفورمولا 1
ثقة عالمية
مشكلتنا عندما تكون مساحة ثقافتنا الرياضية محصورة في ملعب كرة القدم، وأن تسرق منا هذه اللعبة كل شغفنا دون أن نلتفت إلى رياضات أخرى لها وهج ومتعة مختلفة.
لا يمكن إنكار أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى عالمياً، لكن لا ضير أن نكون معددين رياضياً، لا حرج بأن يكون حبنا للرياضة مثنى وثلاث ورباع، لأن التعدد في الرياضة مباح ولا حدود له.
أغلبنا في السعودية موحدون رياضياً، كل واحد منا ارتبط روحياً بكرة القدم، ولا مكان لأي رياضة أخرى في قلبه، قد يكون هذا النوع من التشجيع الرياضي في السعودية لا ضرر منه في وقت مضى، لكن مع رؤية المملكة 2030 يجب أن ندرك الوضع اختلف، يجب أن يكون هناك انسجام ما بين ثقافة المواطن رياضياً وسياسية الدولة في نظرتها إلى الرياضة كقوة ناعمة تعكس الصورة للسعودية خارجياً، وجودة الحياة محلياً من خلال تحويل الرياضة إلى محاضن ترفيه،سياحة، واستثمار.
السعودية الجديدة تمتلك جرأة لا حدود لها وطموحًا كعنان السماء بروح شابة متحمسة لجعل هذا الوطن في القمة دائماً.. هذه الحيوية تعكس رؤية الشاب محمد بن سلمان أمير الإرادة بأن يجعل هذا الوطن حاضنًا لكل المناسبات العالمية في مختلف المجالات.
وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل لا يتحدث كثيراً، لكنه يعمل بصمت وفي كل مرة يزف لنا بشرى سارة بأن السعودية تحتضن حدثًا عالميًّا رياضيًّا.
لا يبقى إلا أن أقول:
إن تنظيم سباق الفورمولا 1 في نوفمبر 2021 بمدينة جدة، يعكس لك السرعة التي تعيشها السعودية في سباقها مع الزمن في ظل الخبرات التراكمية المكتسبة من تنظيم أحداث رياضية عالمية، وهذا يجسد الثقة في السعودية أرضاً وإنساناً.
يجب أن نعترف بالتقصير في الإعلام الرياضي في إبراز الأحداث الرياضية العالمية التي تنظمها السعودية، والسبب يعود إلى جهل الكثير بقيمة هذه المناسبات الكبيرة دولياً، لذلك أقترح أن يصاحب كل حدث رياضي عالمي دورات مكثفة من الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي لتطوير الإعلاميين، وصناعة جيل جديد من الإعلاميين المختصين في الألعاب المختلفة والرياضات ذات الشعبية العالمية، لأن الرياضة ليس كرة قدم فقط.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.