2020-11-18 | 01:59 مقالات

اتركوا المنتخب

مشاركة الخبر      

ليلة البارحة خاض المنتخب مباراته المجهرية الثانية ضد منتخب الجزارين الجامايكي، بعد أن لعب المباراة الأولى السبت الماضي وفاز بثلاثية نظيفة، وخسر معها أكثر من لاعب بدءًا بالصليهم وانتهاءً بسالم الدوسري، هذا عدا إصابات متفرقة في عدد من اللاعبين، ولا أعلم حقيقة سر الالتحامات العنيفة والقاسية التي مارسها المنتخب الأمريكي الشمالي، رغم أنها حبية ولو كانت تنافسية فلا أعلم ماذا كانوا سيفعلون..
الأخضر ظهر في اللقاء متجانسًا وسلسًا رغم فقدانه عددًا من لاعبيه الأساسيين، وأظهرت الأسماء الشابة والجديدة حضورًا لافتًا، وظهرت روح الأسرة الواحدة بين المجموعة، وهذا أول مفاتيح التألق والنجاح قبل الدخول لمعترك القدرات والجوانب الفنية..
الأسرة الواحدة خارج المجموعة لا تبشر بخير، فهناك من لا يزال ينظر لشعار المنتخب من خلال لون قميص فريقه المفضل، وبالتالي تذهب مصلحة المنتخب سدى إن تعارضت مع مصلحة ناديه، وهناك من “يعاني من أزمة نفسية” سببها فريق أذاقه الأمرين على مدى سنوات طويلة، حتى بات يهذي ويفرغ شحناته النفسية المعقدة على منتخب الوطن من خلال ملاحقة لاعبي ذلك الفريق وكأنهم ليسوا ضمن فريق واحد يمثلنا جميعًا، فإن ضُمّ أحد من ذاك اللون اعترض وشكك وإن لم يتم الاستدعاء مارس نفس الدور في الاعتراض والتشكيك، ومنهم من قدم من المدرجات ومازال بأدنى درجات الفهم والاستيعاب وبات يمارس السذاجة على أنها نقد..
وهناك متحجر سبقه قطار الإبداع فبات يتخبط ووضع حارسًا معتزلاً دوليًّا نصب عينيه وكأنه ارتكب خطأ وأصبح يحرض عليه ويشنع بفعله رغم قانونيته وانتشاره في كل أصقاع المعمورة، ورغم أن مدافعًا كان يلعب في أصفر الرياض وانتقل قبل فترة بسيطة لأصفر جدة، وقد استساغت الساحة وتقبلت قراره ولا ضير فيه، لكن المعايير المطاطة والمعايير المزدوجة تسيطر على أسماء فردية وجماعات تخوض في الشؤون العامة على أنها خاصة، وتهدم في جدار المنتخب بمعاول ضخمة وهي تظن أنها تحسن صنعًا ولا تدرك خطورة ما تفعل، ولو كان لديهم بصائر نافذة واستشعار لشعور المسؤولية لتوقفوا فورًا وتركوا الأخضر في شأنه.

الهاء الرابعة
‏وما طلب المعيشةِ بالتَّمنِّي
‏ولكن ألقِ دلوك فِي الدِّلاءِ
‏يجيءُ بملئِها يوماً ويوماً
‏يجيءُ بِحَمأةٍ وقليلِ ماءِ