الدنبوشي وعودة الجماهير
بفضل توجيهات سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ، نسير ـ ولله الحمد ـ بخطى ثابتة نحو تجاوز جائحة كورونا، حيث تسجل الأرقام لدينا أعدادًا تنازلية محفزة، في الوقت الذي ما زالت فيه دول كثيرة تعاني من تداعيات هذا الوباء.
وعلى ضوء ذلك فلقد أعيد فتح المحال والأسواق، كما عادت حركة الطيران وفتحت العمرة وسمح بالصلاة في الحرمين الشريفين، وفق بروتوكولات دقيقة حققت نجاحًا لافتًا يجعلني أطالب بأن يمتد هذا الانفتاح إلى مدرجات ملاعب كرة القدم.
فالرياضة تفقد الكثير من رونقها وجمالها وإثارتها بغياب الجماهير، لذلك نجد أن دولاً كثيرة أقرت عودة الجماهير إلى المدرجات، وكان آخرها إنجلترا التي سمحت بدخول الجماهير بعد انقطاع دام لنحو “266” يومًا، ذلك بأعداد محدودة لحضور المباريات سواء على المستوى الأوروبي أو حتى على المستوى المحلي، على الرغم من أن الحالات لم تستقر لديها.
وأتوقع أن الظروف لدينا ـ ولله الشكر ـ باتت مواتية الآن لعودة الجماهير، على اعتبار أن الحالات باتت دون المائتين يوميًّا، وهي آخذة في النزول، وأن اللقاح بات في حوزتنا كما أشارت الأخبار، على أن يكون ذلك بطبيعة الحال وفق بروتوكول محدد وملزم يعتمد على تطبيق “رياضي” مستنبط من تطبيق “اعتمرنا”، الذي حقق نجاحًا كبيرًا ويرتبط بتطبيق “توكلنا”، الذي يؤكد سلامة الحضور، مقرونًا بالكشف الحراري على الجماهير في الملعب، لزيادة التأكد من سلامتهم، ولتكن البداية بنسبة مثلا “10%” من السعة الاستيعابية للمعلب وفي مقاعد مخصصة مسبقًا، ومن الممكن أن تكون البداية في ثلاثة ملاعب فقط في جدة والرياض والدمام كمرحلة تجريبية، يتم بعدها تقييم الوضع واتخاذ القرار المناسب وفق النتائج.
الدنبوشي
علميًّا هناك تعريف مفاهيمي وتعريف إجرائي، عن التعريف المفاهيمي لم أجد في أي مرجع تعريف لكلمة “دنبوشي”، وإجرائيًّا هي نوع من أنواع السحر والشعوذة التي تستخدم خصيصًا في كرة القدم، والتي بكل تأكيد لا تسمن ولا تغني من جوع، فهي مجرد خزعبلات لا تحمل أي قيمة ولا تغير أي واقع، ورغم ذلك تجدها منتشرة، ومؤلم أنها باتت تتداول حتى على المستوى الإعلامي، وفي هذا السياق يكفي أن أقول إن العلاقة دائمًا عكسية بين الشعوذة والمستوى التعليمي، فكلما ارتفع المستوى التعليمي تجد أن الدنبوشي بات خارج الحسابات والعكس صحيح، والنجاحات في أي مجال بما في ذلك كرة القدم لا تأتي إلا إثر جهد وعمل وإنفاق.