الخضوع للجماهير
أم تجاهلهم
مع كل إخفاقات في أي نادٍ يعلو صوت الجماهير أقيلوا المدرب السباك واستبعدوا اللاعب العالة، ماذا يفترض أن تخضع إدارة النادي للجماهير أم تتجاهلهم؟! ليس هناك أي شك في قيمة الجماهير في المنظومة الرياضية، لكن هذا لا يعني أن يكون القرار في أيديهم، فدورهم ليس صناعته، بل دورهم أكبر من ذلك، فهم من يقيّمون عمل مجلس إدارة ناديهم، هنا تزداد قيمتهم وأثرهم وتأثيرهم، وهناك فرق ما بين إصدار القرار أو تقييم عمل إدارة النادي.
هناك كثير من القنوات التي يستطيع من خلالها المشجع إيصال صوته وتقييمه لعمل إدارة ناديه، والمفترض أن تدرس الأندية مقترحات الجماهير وتحليلها للاستفادة منها بشرط أن تكون مصلحة النادي فوق كل اعتبار.
العمل الاحترافي لا يؤمن بالعاطفة، وأي رئيس نادٍ يفترض ألا يلتفت لأي أحد وهو يصدر قرارًا فيه مصلحة ناديه وفقًا لإجماع مجلس إدارته، بغض النظر عن تأييد أو معارضة جماهير فريقه.
هكذا نريد رؤساء أنديتنا يمتلكون قراراتهم في أيديهم، وليس مجرد أجساد يحركها “الريموت كنترول” من المدرج، والرئيس الناجح لا يعيش في جلباب جماهيره.
كثير من رؤساء أنديتنا في قراراتهم يعتمدون على “العاطفة”، فلا غرابة أن يستمر مسلسل الإخفاق في ظل عقليات تتعاطى مع المشهد الرياضي بثقافة الحب الأعمى.
فكم من رئيس قبل أي قرار يخشى ردة فعل جماهيره! هؤلاء رؤساء كقوارب البحر تقودها الأمواج إما إلى شاطئ الأمان أو الهلاك، وأي رئيس هكذا لا غرابة أن يبقى ناديه بلا هوية.
تحرر الإنسان هو طبيعة بشرية، فالفطرة السليمة ترفض الخضوع لأي شخص مهما كان حجمه، فهل لدينا رؤساء أندية أحرار؟!.
لا يبقى إلا أن أقول:
أصعب مراحل التحرر في رياضتنا هي عدم الخضوع لأصوات الجماهير، وأي نادٍ تتحكم جماهيره في قراراته علينا أن ندرك أن رئيسه مجرد جسد يتحرك بالريموت كنترول.. هناك أكثر من رئيس نادٍ، الريموت يحركه حسب مزاج الجماهير. هنا يتوقف نبض قلمي.. وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.