«العدالة المزيفة»
سبق أن قلتها أكثر من مرة وهي من القناعات الراسخة بالنسبة لي ففي؛ الوسط الرياضي لا أحد يريد العدالة حتى وإن صرّح بذلك أو أصدر البيانات المتعاقبة وحين تهيج هائجة فئة ما بعد مباراة يرون بأن فريقهم خسر بسبب الأخطاء التحكيمية ثم يطالبون بإقرار العدالة ورفع الظلم عنهم لماذا لا يأتي العكس حين يستفيد فريقهم ويقع الظلم على غيرهم؟!
وسأضرب مثالًا بالنصر ففي عرف الثقافة الصفراء التحكيم جزء رئيس وأساس من أسباب إخفاق فريقهم وفي بعض أنساق هذه الثقافة تصل الأمور إلى منزلقات خطيرة يحضر فيها فكر المؤامرة وفي الساحة الكروية المحلية “النصراوي” هو أكثر الفئات حديثًا عن التحكيم بغض النظر عن واقع فريقهم بين القوة والضعف.
بعد مباراة الشباب هاج النصراويون وماجوا واعتبروا أن الحكم وغرفة التقنية ساهما في خسارة فريقهم رغم أن هناك أخطاء أيضًا على فريق الشباب
لكن هذه الموجة الغاضبة الموجهة بإتقان رغبة في نيل تعويضات إضرار في الجولات التالية اختفت وفريقهم يستفيد من الأخطاء ذاتها ويخرج الرائد من كأس الملك ويستمر فريقهم دون وجه حق
لماذا لم تصدر إدارة النصر بيانًا تستنكر فيه الأخطاء التي مكنتهم من الفوز غير الشرعي إذا كانوا فعلًا يطالبون بالعدالة كما ذكروا في بيانهم بعد مباراة الشباب؟!
هل من يريد العدالة يرتضي الظلم على غيره؟
هذا هو مفصل الصراع على التحكيم فالكل لا يريد العدالة بالمعنى الحقيقي للعدالة.
الكل بلا استثناء لا يريد الأخطاء لكنه طلب مستحيل فهي حاصلة حاصلة وما التقنية إلا مساعدة للتقليل منها ومع ذلك تترسخ قناعة عند الغالبية بأن العدالة تكمن في عدم وقوع الأخطاء عليهم لكنها إن حدثت لهم فهذا أمر طبيعي وجزء من اللعبة هذا إن اعترفوا بحدوثها فهم معها يرون بعيون “زرقاء اليمامة” حينما تكون عليهم وحينما تكون لهم يستعيرون عينيّ “الأعشى” خصوصًا أن جلّ المباريات تكون ليلًا.
المزعج جدًا أن الحملات المنظمة ضد التحكيم كانت تؤتي أكلها في السابق وكنت أظن أن ذلك من الماضي لكنها في المباريات الأخيرة أدخلت الخوف في نفسي بأن شيئًا من ذلك يحدث.
الهاء الرابعة
شرّعت لك باب صدري يوم مالك خشير
وخليتك تشوف صرح العشق من نافذه
تطمّن القلب طيرٍ في يدك ما يطير
إن ما خذه موت، والا ما حدٍ بـ ماخذه.