الاتحاد بين الواقع والمأمول
من حق الجماهير الاتحادية أن ترفع سقف تطلعاتها، وأن تمني النفس بإنجازات عملاقة تضاهي تلك التي تحققت إبان حقبة اتحاد الزمن الجميل، لأن العميد عودها على ذلك، فهو عبر تاريخه العريض كان حاضرًا في دائرة المنافسة وحصد البطولات واعتلاء المنصات وملامسة الذهب.
ولكن يجب ألا ننسى أن الاتحاد الحالي يختلف عن ذلك الاتحاد، حيث يمر حاليًا بأصعب مرحلة في تاريخه، وهو لا يزال في مرحلة الاستشفاء منها، ولا يزال يتلمس طريق العودة، ويكفي أن نذكر بأن الاتحاد في الموسم الماضي بالكاد نجا من الهبوط وفي الموسم الذي سبقه أيضًا نجا في الأمتار الأخيرة، هذا هو واقع الاتحاد، إلا أن الجميل أن العميد بدأ رحلة العودة وهو يحقق نتائج إيجابية في هذا الموسم، فعلى مستوى الدوري الفريق لم يخسر سوى مباراة واحدة فقط وعلى مستوى البطولة العربية يسير بشكل جيد، كما أنه ظهر بمستوى متميز في بطولة كأس الملك.
إذًا الحصيلة الإجمالية أن هناك تحسنًا في المستوى والنتائج في ظلها الاتحاد من الممكن أن ينافس على مقعد آسيوي أو يخطف بطولة من بطولات النفس القصير، وحتى إن لم يحدث ذلك فإن الفريق حقق هدفًا استراتيجيًّا مهمًا ألا وهو النهوض والوقوف على قدميه والهروب من المراكز المتأخرة، ويعزز ذلك لغة الأرقام، فالفريق في المركز الخامس ولم يتلق سوى خسارة واحدة ولم تستقبل شباكه سوى “8” أهداف من “9” مباريات، أي بمعدل “0.88%” هدف في كل مباراة وهي نسبة جيدة.
أما في الموسم القادم فمن المفترض أن تعمل الإدارة على تهيئة الفريق لتحقيق الإنجازات، وذلك من خلال الحفاظ على المجموعة الحالية من اللاعبين مع أهمية إضافة صانع لعب، فأيضًا لغة الأرقام تقول إن في الاتحاد من بين “12” صانع لعب لا يوجد أي لاعب اتحادي وأيضًا يوجد في قائمة الهدافين رومارينيو برصيد “5” أهداف، علمًا بأنه ليس المهاجم التقليدي، فمن الأهمية بمكان التعاقد مع مهاجم فعال هداف بديلاً لبريجوفيتش، إضافة إلى التعاقد مع مدرب صاحب كفاءة تمكنه من توظيف كوكبة النجوم في تحقيق التطلعات.
وحتى ذلك الحين فعلى الجماهير الاتحادية وهي لا شك حريصة على مصلحة الكيان أن تدعم فريقها وتسانده حتى يستعيد عافيته تمامًا، ولا يجب أن تتغير هذه الاستراتيجية طوال الموسم الحالي حتى في حال تعادل أو خسارة مباراة.