«التعثر
طبيعي»
لا يوجد فريق كرة قدم على وجه الأرض يستطيع أن يخوض كل مبارياته بنفس المستوى والرتم فما بالكم بالنتائج سواء كان الثبات على الدوام أو خلال موسم واحد.
فالتباين هو من طبيعة المستديرة ومن طبيعة ممارسيها قبل أن تكون من طبيعتها.
فالجميع يقع في الأخطاء سواء إدارات الأندية أو مدربيها أو العناصر المؤثرة؛ فالريال مدريد الأعظم عالميًا شهدت مستوياته هذا الموسم تفاوتًا في المستويات والنتائج من بداية هذا الموسم وحتى الآن
وبالكاد نجح في خطف بطاقة التأهل من مجموعة دوري الأبطال متوسطة القوة بعد أن تعقدت أموره ولم يحصل على البطاقة سوى في آخر مباراة والفوز وحده كان السبيل لذلك في شباك “مونشنغلابدباخ” الألماني وهو يتخلف بعدد من النقاط في صراع الدوري في بلاده وقبله برشلونة الذي يقبع في مركز لا يليق به ولا بتاريخه.
في الدوري الأكبر عالميًا تعثر ليفربول العظيم لثاني أسبوع على التوالي وخسر في المباراة الأخيرة أمام ساوثهامبتون.
هذه الأندية الكبيرة تؤمن بأن التعثرات وهبوط المستويات حالات متوقعة لذا تضع برامج التصحيح المتماشية مع سبب التعثرات فإن كانت لغياب عدد من النجوم المؤثرة تبذل الجهود لاستعادتهم أو لاستعادة مستوياتهم المنخفضة.
وفي حال كانت بسبب قناعات فنية يتم التعامل معها بهدوء ويعطى المدربون كامل الصلاحيات والوقت للتصحيح ولا يتم التفكير في موضوع الإقالات إلا في أضيق المجالات وبعد منح الفرص.
على عكس واقع كرتنا الحقيقية فالأمر الطبيعي عند غيرنا يكون مسببًا عندنا والأسباب غالبًا تأتي من فكر مؤامرة ومن أطراف خارجية وأبرز الأمثلة في ذلك والضحية الجاهز “حكم المباراة” هذا غير اللجان الأخرى.
أو لأسباب داخلية فالمدربون عندنا يحضرون “سباكين” حتى تثبت قدراتهم بل إن من ينجح منهم ويحقق البطولات المتتالية يعود لمهنة السباكة بعد أقرب التعثرات.
والغريب أن البعض يسعى بعاطفة عمياء لهدم مكتسبات تحققت بعد عمل تراكمي متواصل ولسنوات طويلة وتطلق الأحكام الإقصائية على الجميع وبضغوطات مستمرة تحت بند النقد وهو بريء منها.
الهاء الرابعة
ولمـا أنْ تَجَهْمَني مُـرادي
جريتُ مع الزمانِ كما أرادا
وهونتُ الخطوبَ عليَّ حتى
كأني صرتُ أمنحُها الودادا