غادر
عاشقا
“اليوم وأنا أودع زملائي وإخواني في نادي الهلال.. بعد سنوات مليئة بالذهب والمنجزات تشرفت خلالها بارتداء قميص أعظم وأكبر أندية آسيا.. أتيت محبًّا للهلال وأرحل منه عاشقًا.. أحبتي لاعبي ومنسوبي الهلال.. إن كنت قد أبليت بلاء حسناً فهو بفضل من الله ثم بدعمكم وتكاتفنا سوياً ليبقى الهلال أولاً ودائمًا، وإن كنت قد قصرت يومًا بغير قصد مني فأرجو منكم العفو وليس بغريب عليكم ومؤازرتكم.. عشنا أياماً عصيبة.. وأخرى سعيدة وكنا سويًّا في الشدة قبل اللين.. وهذا هو سر الهلال.. اليوم أعود واحداً منكم مشجعاً أبديًّا لنادي الهلال.. أسأل الله لي ولكم ولنادي الهلال دوام التوفيق وإلى الملتقى بإذن الله”..
بعبارات مليئة بمشاعر جيّاشة وصادقة فهي تلامس القلوب بلطف ومحبة، ودّع اللاعب السوري عمر خربين رفاقه في نادي الهلال بعد إعلان النادي الأول في آسيا انتهاء العلاقة بين الطرفين، بعد تجربة متأرجحة بين السطوع والأفول تارة وتارة، فمن عظمة جائزة أفضل لاعب في آسيا ورجل مباراة الخماسية التاريخية في ليلة التتويج العظمى، بدأ نجمه في التلاشي شيئًا فشيئًا، حتى أصبح حبيس دكة الاحتياط بمشاركات ضعيفة لا تتناسب مع بدايته الثائرة..
في أدبيات الهلال لم يخرج خربين عن القاعدة أو يشذ عنها، فمحترفوه يحضرون لاعبين ويخرجون عشاقًا، وليس مجرد مشجعين، والقائمة الزرقاء الشرفية في هذا الخصوص والمتفردة عن بقية المنافسين طويلة جدًّا، فمن النجم العالمي “ريفيلينو” إلى خربين تزخر القائمة بأسماء كبيرة تحفظ الود الأزرق، بعد أن شغفهم الهلال حبًّا أزليًّا بحسن المعاملة والأجواء الصحية والبيئة النقية الاحترافية وحفظ الحقوق وتأديتها على أكمل وجه.
هذا عدا فتح باب صعود المنصات وتحقيق البطولات والارتقاء في طريق النجومية بإتاحة كامل الفرص للاعبين لتقديم ما لديهم لدرجة الاهتمام بأدق تفاصيل حياة اللاعبين حتى خارج أسوار النادي، ومنها على سبيل المثال توفير مدرس خصوصي لطفل لاعب حتى يحقق درجات عالية في دراسته، تنعكس إيجابيًّا على نفسية ومزاج والده، وهي لمحة بسيطة فقط عن الأجواء الزرقاء واهتمامها بالتفاصيل الصغيرة والصغيرة جدًّا..
ورغم أن الأيام الأخيرة في مشوار خربين مع الهلال والهلاليين ليست على ما يرام “فنيًّا”، إلا أن ختام المرحلة جاء مسكًا وشهادة تميز بينهما..
الهاء الرابعة
ودعتهُ وبودي لو يُودعني
صفو الحياة وأني لا أَودعُهُ
وكم تشفع فيّ ألا أفارقه
وللضرورة حال لا تُشَفِّعُه
وكم تَشبَّث بي يوم الرحيل ضحى
وَأَدمُعِي مُستَهِلاتٍ وأَدمُعُهُ