إنقاذ
الهلال
أنقذ الاتحاد السعودي لكرة القدم نادي الهلال من وقوع عقوبات انضباطية آسيوية عليه، بسبب انسحابه من البطولة الأخيرة للأندية الأبطال التي أقيمت واختتمت في العاصمة القطرية الدوحة، بحسب خبر نشرته “ الشرق الأوسط”.
والحق أن على كل هلالي أن يشعر بالامتنان الشديد للأمين العام للاتحاد الأهلي إبراهيم القاسم نظير الجهد الكبير الذي بذله على مدى الشهرين الماضيين في لجنة المسابقات الآسيوية، بصفته عضواً فيها وما تحقق بفضل مسعاه في عدم تحويل الانسحاب الأزرق إلى لجنة الانضباط، وتقديمه مبررات رأى الاتحاد الآسيوي وجاهتها، وبالتالي تجنيب النادي المحلي الإبعاد عن البطولة لنسختين مقبلتين.
وموقف القاسم موقف ممتاز للغاية وواجب القيام به من قبل جهاز الكرة السعودي، حتى لا يتضرر الهلال أو غيره مستقبلاً من المشاركين من أنديتنا. كما أنه يصبّ في اتجاه مسؤولية الاتحاد وعامليه في الاتحاد القارّي، وحماية الفرق السعودية على حد سواء، وهو كموقف يؤسس لمنهج الدعم للجميع في حال وقوع حالات مشابهة.
وهُنا على كل منتمٍ للفصيل الأزرق الاحتفاء بالأمر وتقديره حق قدره وعدم الرفض الشكلي للموضوع، لأن ما تم من تأييد مباشر لا يمكن أخذه على أنه عيب أو منقصة في حق القاطن في حي العريجاء غرب الرياض.
وهذا الأمر يجب أن يسري على الجميع، فما يحصل من تعثر أو سقوط لأي نادٍ ومسارعة اتحاد الكُرة أو حتى وزارة الرياضة في جبر عثراته، خصوصاً في المنافسات الإقليمية أو القارّية لا بد أن يكون في إطاره الصحيح لا تصويره وكأنه مثلبة تلازم الفريق الواقع في الزلل، أو حالة اتهام يتم تقاذفها بين الأنصار، وورقة يتم أرشفتها للعودة لها كلّما حضر زمان للتدليل على أن الأجهزة دعمته كطرف على حساب الأطراف كافّة، وأن الموازين تحضر هُنا وتغيب هُناك.
وفي ذات الاتجاه، يبقى من المهم أن تعتز الأجهزة الداعمة للأندية السعودية بمواقفها أمام تكتلات الدول الآسيوية أو غيرها، وألا تختبئ أو تمارس إخفاء التحركات وعدم إثباتها وكأن المسألة تُخلّ بكونها كيانات مستقلّة وتنأى بنفسها عن وضوح المسالك في وسط داخلي شديد العاطفة والاستقطاب، خوفاً من أن يلحقها اضطراب التجاذب الجماهيري والإعلامي.
والقصّة بكل أبعادها يجب أن تكون مُعلنة لا شحيحة، فليس في التفاصيل ما يُعيب ولا غرابة أيضاً في حدوثها، فصميم العمل يُحتّم قراءة الأسطر كاملة على صفحات غاية في البياض والسطوع، ومن يتعبه الحفظ عليه الحضور بذهنه في الدرس.