2021-02-03 | 00:03 مقالات

السوبر العالمي

مشاركة الخبر      

لم ولن أستغرب من حالة الفرح الصفراء التي هاجت وماجت وغطّت ما بين الأرض والسماء، وأثارت النقع والبقع حتى كادت تعمي الأبصار في الرؤيتين الليلية والنهارية بعد فوز فريقهم بكأس السوبر، وهي ليست من بطولات النفس القصير، بل بطولة النفس الأقصر من قصير، وهو الذي تواجد فيها بصفته وصيفًا وليس بطلاً، وفي مثل هذه الحالات قد يفوز الوصيف على البطل وحينها من الطبيعي أن تأتي الفرحة الهستيرية.
عدت بالذاكرة لفرحة الهلاليين بعد الثلاثية التاريخية والفوز الأزرق في خمسة أيام على النصر، في مناسبتين تفصلهما خمسة أيام وفيهما كأس، وقللهما رباعية ثقيلة وحسم دوري استثنائي مبكرًا، وقارنتها بالفرحة الصفراء وتذكرت المثل العربي “الكعكة في فم اليتيم عجبة”، بل أيقنت أن سببها الأول عقدة النقص أمام هيمنة وسطوة زرقاء وسنوات حرمان صفراء، وأن السبب الآخر جاء على طريقة “نتحدى الهلال يهزمنا أربع مباريات متتالية”، ويأتي السبب الثالث في عدم تصديق ما حدث في المباراة، ففي الوقت الذي بدأ الفريق الأصفر في الانهيار اللياقي والنفسي ودانت السيطرة الزرقاء وتنوعت الهجمات، وبات الهدف الأزرق تتشكل ملامحه بعد إضاعة انفرادين جاء خطأ فردي من حارس الهلال ودخلت الكرة الشباك في لقطة لو تكررت مئة مرة لن تدخل المرمى، ليغامر المدرب الأزرق ويخرج قلب دفاع ويشرك مهاجمًا آخر على طريقة “بيدي لا بيد النصر”..
هذا الانتصار أعاد الثقافة الصفراء للواجهة وأعاد ما يسمى بالمشروع من جديد، في تأكيد واضح بأنهم ظاهرة صوتية يكررون أساليبهم الخاطئة من سنوات دون أن يستفيدوا من الدروس الموجعة، فإن فاز فريقهم وانتعش حتى ولو لفترة بسيطة رفعوه فوق الأرض وتحت السماء، وارتفعت معه أسهم الطموح التي تفوق في كثير من أوصافها القدرة الذاتية،
وحين يخسر يخسفون به إلى أسفل السافلين.
الفرحة العارمة في بطولة مثل السوبر تعطي دلالة على مكانة الفرق، بل إن فيها هروبًا من الواقع التعيس المليء بالكثير من القضايا، خصوصًا المالية منها، ولن تكون مشكلة مايكون المغادر هي الوحيدة ولن تكون الأخيرة، وسيكون لها تأثيرات سلبية في قادم الأيام، والعلم عند الله..

الهاء الرابعة
وكم سليت بالأوهام نفسي
‏وغطَّيت الحقيقةَ بالخيال
‏خططتُ على الرمالِ منىً فلما
‏تطامى السيلُ سِلْن مع الرمال