إقالة رازفان وكاريلي
في الطريق
في أوروبا لا يُقال المدرب بسهولة، حيث يأخذ فرصته كاملة لأن قرار تعيينه يأتي بعد دراسة مستفيضة تمتد إلى سجله واستراتيجيته ومدى توافقها مع التطلعات والإمكانات، بينما لدينا غالبية الأندية تتطلع إلى تحقيق بطولات وإنجازات وانتصارات بما لا يتمشى مع القدرات فتخفق، وغالبًا لا يكون للمدرب ذنب، فلربما الإدارة لا تستطيع توفير أدنى الاحتياجات، وقد تكون إمكانات اللاعبين لا تساعد، ورغم ذلك يتم اتخاذ قرار إقالة المدرب كشماعة تعلق عليها أسباب الإخفاق.
في الموسم الجاري الوضع لدينا اختلف قليلًا ليس لدقة وحسن اختياراتنا للمدربين وإنما لأن هناك مسؤولية مالية ملقاة على عاتق رئيس النادي، ورغم ذلك فإن بعض الأندية وجدت نفسها مضطرة إلى إقالة المدرب مثل ما فعل النصر عندما أقال فيتوريا، ثم أتبعه ضمك بإقالة بن ذكري، فالشباب بإقالة كايشينيا، والعين بتسريح مايكل، وأخيرًا وليس آخرًا الوحدة بإقالة فييرا.
وحتى أكون واقعيًا أقول إن المنطق يقول إن التعاقد مع المدربين من المفترض أن يأخذ النهج الأوروبي، ولكن بصراحة إقالة المدربين لدينا كثيرًا ما تؤتي أكلها - حتى وإن كانت بمثابة علاج نفسي بالصدمة - وخير مثال على ذلك النقلة النوعية التي حدثت للنصر بعد إقالة فيتوريا، فالفريق تحسن بشكل لافت وقدم مباراة استثنائية أمام الهلال في نهائي السوبر، وأضاف لقبًا جديدًا إلى سجلاته، وأيضا الشباب الذي اعتلى بفضل التغيير الفني قمة ترتيب الدوري “مؤقتًا” إلا أن ذلك ليس شرطًا بدليل أن التغيير لم يضف شيئًا لضمك.
وامتدادًا للحديث عن المدربين أتوقع أن الهلال سوف يتخذ نفس الخطوة وسوف يقيل رازفان وأتصور أن ذلك سينجح لأن الهلال فريق متخم بالنجوم، والمدرب الجديد أيًا كان لن يجد صعوبة في قيادة الفريق، كما أن الإمكانات المادية والإدارية متاحة، وإن تأخر الهلاليون فإن الدوري سيطير كما طار السوبر.
أما بالنسبة للاتحاد، فموضوع إقالة كاريلي طرح أكثر من مرة، وكنت أؤيده في بداية الدوري أو نهاية الموسم الماضي، لأنني كنت أرى أن إمكانات كاريلي لا تتوافق مع الاتحاد، أما الآن فمن الصعوبة بمكان اتخاذ قرار إقالة المدرب، وللإنصاف فإن النتائج نوعًا ما مرضية مع البرازيلي، فهو في نهائي البطولة العربية، وينافس على كأس الملك، وترتيبه في الدوري معقول، إلى جوار الظروف المادية الخانقة، إذًا وبعيدًا عن العاطفة لا أجد مبررًا لإقالة المدرب الاتحادي في الوقت الراهن.