بعد بيان النصر الجدل يتصاعد.. والاتحاد يكبّل التاريخ
أثار إصدار نادي النصر لقائمة بطولاته في أعقاب تحقيقه كأس السوبر مطلع الأسبوع، جدلًا واسعًا في الوسط الرياضي السعودي.
وعلى الرغم من أن الرصد الأصفر صنف البطولات المدونة إلى قسمين، الأول بطولات رسمية، والآخر ودية، مبتعدًا عن الدخول في أتون القضية التاريخية: دوري المناطق، دوري عام أم إقليمي، إلا أن الرفض والتأييد لم ينقطعا.
ومع استمرار الجدل الدائم حول تاريخ البطولات الكروية في الرياضة المحلية، يستمر اتحاد الكرة على تعاقب مجالسه ورؤسائه صامتًا لا يتقدم خطوة في هذا المضمار، باستثناء محاولة خجولة نفذتها وزارة الرياضة (الهيئة آنذاك) في عهد الأمير عبد الله بن مساعد، وتم إلغاء نتائجها لاحقًا في عهد الإدارة التالية للهيئة برئاسة تركي آل الشيخ بقرار رسمي صادر عنها.
ويختلف الرياضيون في البداية الحقيقية للدوري السعودي، إذ تذهب مجموعة جلهم من أنصار نادي الهلال إلى أن دوري 1977 هو البداية الحقيقية للدوري السعودي، مستندين في ذلك على أنه أول دوري يضم فرقًا مختلفة من كل مدن البلاد، ويلعب بنظام الدوري ذهابًا وإيابًا بين كل الفرق دون تقسيم، وفي تلك السنة تنافست ثمانية فرق على اللقب وتوج الهلال باللقب بفارق ثلاث نقاط عن ملاحقه النصر، وسط سباق شاركت فيه ثمانية فرق، فيما تذهب مجموعة أخرى إلى أن دوري 1975 هو البداية الحقيقية، لدوري كرة القدم في البلاد، وأغلب هؤلاء من أنصار النصر. ودوري 1975 ضم 16 فريقًا قسمت لمجموعتين بالتساوي، وتقابل الغريمان الهلال والنصر في المباراة النهائية وانتصر الأصفر بثلاثية توجته باللقب.
ويعرف هذا الدوري بين عشاق اللعبة في السعودية باسم الدوري التصنيفي، كون الفرق الأربعة من كل مجموعة كونت فرق الدوري الممتاز، فيما ذهبت الأربعة الدنيا من كل مجموعة إلى دوري الدرجة الأولى. وفيما يرفض غالبية الهلاليين هذه البداية، إلا أن النصراويين يردون بأن الهلال نفسه يصنف لقب 1986 ضمن ألقابه في الدوري مع أنه لعب بالطريقة ذاتها وقسمت فيه الفرق إلى مجموعتين من ستة فرق بسبب حاجة الاتحاد السعودي لاختصار مدة المسابقة زمنيًا آنذاك.
وتأتي مجموعة ثالثة لتدلي بدلوها في التاريخ الرياضي السعودي، مشيرة إلى أن دوري المناطق هو اللبنة الأساسية للدوري السعودي - هؤلاء خليط من النصراويين والاتحاديين والأهلاويين، وأن بدايات كل البطولات حول العالم لم تكن بشكلها الحالي بما فيها كأس العالم، التي عرفت بكأس جول ريميه صاحب الفكرة ومؤسسها، قبل أن تتحول إلى مسماها الحالي دون إلغاء أول بطولتين من التاريخ.
ويرفض مؤرخون آخرون هذا الاتجاه بشدة، داعمين ذلك بأن دوري المناطق بطولة إقليمية فقط، ولا تلعب فيها الأندية بشكل الدوري الكامل المعروف في كل مكان بالعالم.
أمام كل هذه الآراء المتضادة، يبقى اتحاد الكرة السعودي، صامتًا، لا يخرج أوراقه ووثائقه التاريخية التي تظهر مسميات تلك البطولات وفق المخاطبات الرسمية حينئذ، ما دعا بعض الوسائل الإعلامية أخيرًا إلى اعتماد كل الإحصائيات الخاصة بالدوري السعودي بدءًا من انطلاق دوري المحترفين عام 2008، دون تبني وجهة نظر أي من المتقاتلين، وحتى يفرج اتحاد اللعبة عن وثائقه ويحسم الجدل.