جوليانو
مثل
حاول النصراويون على مدى عقود التشبه بالهلال بعد أن نجحوا في نيل شهرة واسعة بالاقتران به، وهو النجاح الأعظم في نسقهم الثقافي الأصفر بعد سقوط أضحوكة “العالمية صعبة قوية”..
فالنصر ومنذ مدة طويلة ناد تأسس على المشاكل والقضايا وإدمان كبير لثقافة الضجيج، حتى وصل بهم الحال إلى الاشتباك مع بعضهم بعضًا، فهو يكاد يكون النادي الوحيد على مستوى العالم الذي لا يعرف من أسسه ولا يعرف تاريخ تأسيسه، بل عدد بطولاته التي تكاد تكون أشبه بالحراج الموسمي في كل موسم تتكاثر بطريقة “الانشطار الثنائي”، حتى إن خرج من ذاك الموسم وهو في المركز الثامن.
هذه المشاكل وتلك القضايا التي وصلت للمؤسسات الرياضية العالمية وأضرت كثيرًا بسمعة الكرة السعودية واستنزفت هدرًا ماليًّا، تمثل “البيئة الصفراء” التي يعرفها القاصي والداني وتحاول الآلة الإعلامية تضليلاً إخفاءها أو إظهار عكسها، ففي وقت ملؤوا فيه الدنيا ضجيجًا بـ “ما لحد منة”، هاهم يستجدون المؤسسة الرياضية بالتدخل لحل مشاكلهم المالية وآخرها وليس أخيرها قضية “جوليانو”، وهي قضية “تغبن” بعد أن فسخ اللاعب البرازيلي عقده مع النصر وظفر بعقد جديد مع ناد تركي، ثم نال من أصفر العريجاء مبلغ عشرين مليون ريال “باردة مبردة”، نتيجة ضعف المنظومة النصراوية عامة ولا يستثنى منها سوى الجماهير المغلوبة على أمرها.
والغريب تفاعل المؤسسة الرياضية مع القضايا الصفراء ومحاولة تبريرها أو إيضاحها بطريقة لا تشبه القضايا الأخرى، ولعل في قضية “جوليانو” والاعتراض على هدف الشباب في الدور الأول النموذج الأبرز للاستشهاد.
في قضية “جوليانو” كتبت وتحدثت منذ بدء شرارة الخلافات بينهما وحذرت من مخطط اللاعب، وأن صمت الإدارة سيكلف النادي كثيرًا، ولقيت تحذيراتي استهجانًا من الإعلام الأصفر وأنها من باب المناكفات أو محاولة زعزعة فريقهم، حتى وقع الفأس في الرأس وتكبد ناديهم خسارة فادحة، والأرقام في تزايد نظرًا لحالات شكاوى قادمة مع يقيني بأنهم سيتعاملون مع هذا التحذير كما تعاملوا مع أحداث أخرى، حتى تتضح الحقيقة لهم وأول برهان لها أن النصر مهما بذل وعمل وعقد من الصفقات فلن يكون الهلال، وإن أراد أن يكون فعليه أن يتخلص من ثقافته وبيئته حتى إن كان ذلك من المستحيلات، فقد قيل تزول الجبال ولا تزول الطبائع.
الهاء الرابعة
أتخالُني من زلةٍ أتعتّبُ
قلبي عليكَ أرَقّ مما تحسبُ
قلبي وروحي في يديكَ وإنما
أنتَ الحياةُ، فأين عنكَ المذهبُ