2021-03-07 | 00:12 مقالات

استغلالي أصفر

مشاركة الخبر      

يصحو من نومه متأخراً. لا شيء يفعله طوال النهار سوى النوم. في اللّيل لديه معارك كُبرى وفق منظوره لابد أن يخوضها. يفيق بعد غروب الشمس ويبدأ في تفقّد أوضاعه.. يأكل لقمته.. يشرب قهوته.. يرتدي معطفه الأصفر ثم تمارين بسيطة لأصابع يده وحبال صوته.
تحلّ الساعة الأولى في حربه المُخاضة منه كل يوم.. الموعد الثابت قبيل المنتصف وفيه يعلن أمام الجميع وعلى الصغار والكبار مواقفه ودفاعه العظيم عن النصر. كأن العاصميّ بلا أصوات وبلا لغة وكأن على أي أصفر أن يستمع إليه ويصدّق أقواله.. كأنهم كُلّهم كانوا في انتظاره.
خطوته الأولى من “واتساب” يقيّم الأمور ويستعرض ما فات ثم التوجيه بعد أن يتلقّى تقريراً موجزاً عن الأخبار.. يعلن الاتجاه ويحدّد المسير.. ثم الحشد.. الحشد.
الاستراتيجية تشمل “ تويتر “ ولا يمكن أن تتجاوزه.. الشخصية الظاهرة منه للمتابعين تعتمد أسلوب المواجهة مع “لجنة” أو “صحافي” أو “جهة” أو “شخصية غامضة” تقف خلف تعثّر ناديه وتشكّل صيدًا سهلاً له.. يبني الموجة ثم يركبها في اتجاه الريح. كم هي كبيرة بلوى النصر.
ثم تأتي منصّة “كلوب هاوس”، يعتلي المنبر ويمتلك المسرح ثم ينطلق: أيها المتواجدون في “الغرفة” تعلمون أن نادينا محروم من حقوقه وأن الحرب عليه شرسة، ونحن هُنا للتدارس في رسم خطة تصعيد لنيل الحقوق وإعطاء النصر العظيم حقه. ليت النصر العظيم يسلم.
ثم يزيد من خطابه: يا أيها الأحبّة.. لم يعد لدينا من سلاح إلاّ هُنا ولن ندّخر جهداً في بذله وهي فرصتنا الكبيرة.. طالبوا.. اصرخوا.. انتزعوا من أيديهم حقّ نادينا ولا تتراجعوا.. النصر مظلوم.. النصر محروم.. النصر مكلوم.
في صخب.. تأتي مداخلة: فريقنا يتلقّى الهزائم ووضعه لا يسر وليس هناك من أمل في إصلاح.. فيسكته ويبعده عن دائرة النقاش. يتحدث آخر: تعلم أننا لا نوافق الإدارة وإننا على يقين أنها سبب التردي المخيف في الأمور كافّة. يغضب المزعج الأصفر ويطلق الأحكام.. أنتم لا تحبون العالمي لستم من جمهوره ولا علاقة لكم به.. أنا فقط من يعرفه فهو واقع تحت “قوى” لا يقدر عليها أحد.. تسلبه حقه وتعطيه لغيره.. تظلمه ولا تنصفه.. يحاربونه على الدوام وبكل الأساليب. كونوا منصتين.. تستمعون إليّ وتستمرون معي. من بعيد يصرخ أخير: لقد مللنا. يقول المستغل في نفسه: أُريد البقاء ولو اختفى النصر.