لاعب
ناضج كرويّا
من الأخطاء الفادحة التي ترتكبها الأندية الكبيرة عدم منح الفرصة للاعبيها الصاعدين من الفئات السنية، بعد سنوات طويلة من الإعداد على يد مدربين عالميين مختصين في تطوير القدرات الفنية للاعبين.
إدارات الأندية تستعجل على نجاح اللاعبين صغار السن ولا تمنحهم الفرصة، ويكون مصيرهم التنسيق أو الإعارة لأندية أخرى، وهنا تكتب قصة نهاية لاعب موهوب.
وبدلاً من منح ابن النادي ذي الإمكانات العالية الفرصة لإثبات نفسه تنخدع الأندية الكبيرة بمستويات بعض اللاعبين في الأندية الصغيرة، لتكتشف بعد فترة فشل هذه الصفقة لماذا؟.
مَن يقرأ تاريخ صفقات انتقال اللاعبين في الدوري السعودي من الأندية الصغيرة إلى الأندية الكبيرة، يدرك أن معظم الصفقات فشلت، ولم يستطع هؤلاء اللاعبون الحصول على أي فرصة للمشاركة في تشكيلة الفريق الأساسية.
كثيرٌ من الأسماء التي برزت مع فرقها السابقة، تصاحبها ضجة إعلامية كبيرة، وفرحة جماهيرية لا حدود لها عند توقيع العقد مع الفرق الكبيرة. تمر الأيام، ويعجز هؤلاء اللاعبون عن إثبات أنفسهم، ليغادروا أسوار النادي في صفقة فاشلة بكافة المقاييس.
أسباب الفشل تبدو مجهولة بالنسبة إلينا، ولا نعرف سببها. هل اللاعب نفسه لم يستطع الانسجام مع البيئة الجديدة، أم أن الأندية الكبيرة تجهل التعامل مع هذه المواهب بطريقة علمية، تراعي العوامل النفسية في هذا الجانب؟
لا شك أن إمكانات النجاح البشرية والمادية المتوفرة في الأندية الكبيرة، تتفوق على الأندية الصغيرة بشكل ملحوظ، لكنَّ الأمر الغريب أن كل هذه العوامل لم تسهم في نجاح معظم هذه الصفقات.
تحتضن الأندية الكبيرة بعض التجارب الناجحة من اللاعبين المنتقلين من الأندية الصغيرة حتى أصبحوا من أهم العناصر في المنتخب السعودي، وحققوا العديد من المنجزات للوطن.
لا يبقى إلا أن أقول:
قد يرى بعضهم أن الانسجام مع الفريق الجديد، يعود إلى ثقافة اللاعب نفسه، واحترافيته المرتبطة بالطموح والعزيمة لإثبات الذات.
الأمر المؤلم أن كثيرًا من المواهب الرياضية خسرتها رياضة الوطن بسبب جهلنا الأسباب الحقيقية وراء فشل هؤلاء اللاعبين.
القيمة الحقيقية للاعب النادي المتدرج من الفئات السنية في الأندية الكبيرة تستطيع أن تعرف قيمتها الفنية عندما تشاهد عبد الرحمن غريب، لاعب نادي الأهلي، لاعبًا مختلفًا ومؤسسًا على طراز عالٍ ويصنع الفارق لفريقه، لأنه لاعب ناضج كرويًّا.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.