السوبر الأوروبي والسوبر الآسيوي
القصة بدأت في عام 2016 عندما التقى ملاك وتنفيذيو الأندية الإنجليزية بوريس بوك “تشيلسي” وفيران سوريانو “مانشستر سيتي” وإيان أيار “ليفربول” وإيفان جازيديس “أرسنال” وإيد ودوارد “مانشستر يونايتد” في فندق Dorchester في لندن ثم عقدت اجتماعات عدة أخرى حتى أعلن في 19 إبريل الجاري عن البطولة تزامنًا مع إعلان رئيس دوري السوبر الأوروبي - رئيس ريال مدريد - عن موعد انطلاقها في أغسطس.
وفي اليوم التالي وفي تدخل مباشر من السلطات الرسمية أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنه سيتواصل مع سلطات كرة القدم لإيقافها. وكان شيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قد أعلن أنه سيتخذ جميع الإجراءات لمنع تنظيم هذه البطولة التي بحث من ورائها منظموها عن مصالحهم الذاتية دون الالتفات إلى مصلحة كرة القدم.
وفي اليوم الثالث كانت للجماهير وقفة تاريخية وتحديدًا جماهير تشيلسي التي أغلقت الطرقات المؤدية إلى ملعب ستامفورد بريدج الذي احتضن لقاء تشيلسي وبرايتون ما أدى إلى تأخير موعد انطلاق المباراة فبدأ تساقط أوراق شجرة التوت حيث توالى إعلان الأندية الإنجليزية الستة انسحابها من البطولة التي وئدت بذلك قبل أن تولد.
وأذكر أنني قبل سنوات وفي كتابي “العولمة الرياضية” حذرت من تسليم الرياضة لرجال المال والأعمال لأنهم لا ينظرون إلى مصلحة الرياضة وإنما نظرتهم تنحصر في العائد والتكلفة أو الإيرادات والمصروفات، وذلك ما أكده مراسل سكاي نيوز Kaveh إذ أوضح أنه التقى بأحد ملاك الأندية الإنجليزية الستة الذي أكد له أن الأولوية بالنسبة لهم زيادة الإيرادات والأرباح وتأتي مصلحة كرة القدم تاليًا. وعن احتمال عدم السماح بمشاركة الأندية في بطولة الدوري المحلية قال المالك نحن مستعدون لكل الاحتمالات فحتى لو طلب منا المشاركة في الدوري المحلي فسيكون ذلك بعناصر بديلة. وحول حرمان اللاعبين من المشاركة مع منتخبات بلادهم قال ذلك أفضل حتى لا يرهقوا.
ونحن لا شك نقف مع الجماهير ونؤيد قرار الانسحاب، ولكن تهمنا أيضًا مصلحة الرياضة فنقول يجب إيجاد حلول سريعة لمعالجة مشاكل هذه الأندية قبل انهيارها كما أشار لوبيز عندما قال إن كرة القدم بحاجة إلى انعاش حتى يتم إنقاذها فلقد تعرضت للتدمير مؤخرًا في ظل غياب الجماهير وعزوف الرعاة وتراجع إيرادات التلفزيون، حيث خسرت هذه الأندية مجتمعة حوالي خمسة مليارات يورو بينما خسر ريال مدريد نحو أربعمائة مليون يورو.
ولكن يبقى السؤال: هل نحن بحاجة إلى دوري سوبر آسيوي؟!