«حمد الله
أص»
أشغلت قضية لاعب النصر الخلوق، والذي يقضي كل “ويكند” في مكة لأداء العمرة وكل يوم جمعة يصليها يقوم بتصوير ذلك ونشره للنشء للاقتداء به، مع لاعب الفيصلي وليد الأحمد، حتى بعد أن ظهرت نتائج التحقيق ببراءة إدانة حين تم التطرّق لمبررات واهية سيقت تحت عنوان: “أسفل ظهر”.
ورغم شبه إجماع من الساحة بمختلف ميولها وشرائحها بأنها لقطة غير أخلاقية عدا النزر اليسير ممن أدمنوا الدفاع عن اللاعب، ليس لأنه لم يرتكب كل الأخطاء التي ارتكبها، بل نكاية بالآخرين، وكأن القيم والمبادئ تتشكل حسب مريديها وليس لها قاعدة ثابتة ناصعة البياض ليلها كنهارها وضوحًا.
هؤلاء الذين تغنوا بالبراءة وذرفوا دموع التماسيح على الحياد لم يمهلهم اللاعب طويلًا، وهو الذي لم يمهل حتى نفسه في التجاوزات، وقام بعد أول مباراة بتجاوزات أخرى منها ما هو مع لاعبي الخصم، غضضنا الطرف عنها رحمة بالأخلاق وحتى لا تستباح مرة أخرى وتصبح مثل هذه التجاوزات أمرًا مستساغًا وطبيعيًا كما حاول أن يبرر اللاعب العنابي، وهو تبرير لو يكرره “مليون” مرة فلن نقبل به ولن نستسيغه.
لكن الحدث الآخر من اللاعب الخلوق حمد الله كان في اعتراضه على استبداله بزميل شاب كان ينتظر من اللاعب الخبير أن يدعمه ويشد من أزره بدلًا من الاعتراض على مشاركته بدلًا منه، ثم في قذفه لعلبة الماء باتجاه مدربه الذي وقف بالمرصاد لتجاوزاته وأشار إليه بإشارة “أسفل خشم” عنونت لها “الوردية” بـ “أص”، ولا أعلم كيف يجرؤ المدرب على توجيه مثل هذه الإشارة للاعب الخلوق، ولكن يبدو أن حداثة تجربته في النادي لم تسعفه لمعرفة أخلاقياته التي يشهد لها القاصي والداني، ومن الصعب تصنيف المدرب على أنه غير محب للاعب ويرغب في مغادرته النادي.
حتى سيناريو الصلح الذي ظهر عبر وسائل الإعلام لم أقتنع به شخصيًا لمعرفتي المسبقة بمدى تسامح حمد الله مع الآخرين حتى أبناء جلدته في صفوف منتخب بلاده الوطني، لدرجة أن غادر معسكره واعتزل اللعب بين صفوفه لمجرد أنه لم يسمح له بتنفيذ ركلة جزاء في مباراة ودية.
الغريب أن كل هذا الدفاع المستميت عن اللاعب والحماية الكبيرة له وهو بمستواه الفني “عالة” وتسبب بإهماله وعدم جديته في خسارة الكثير من النقاط والمباريات محليًا وخارجيًا، وليت شعري لو أنه في كامل عطائه الفني ماذا سيفعلون به؟ وكيف سيتعاملون معه؟
الهاء الرابعة
فيا رب إن صدّوا فبابُكَ واسعٌ
ويا رب إن ضاقت ففي وَعْدِكَ السّعَة
أعِدْني إلى روحي القديمةِ واحدًا
فقد جئتُ مكسوراً وروحي موزَّعة