المسؤولية التضامنية لمصلحة الأندية أم ضرتها؟!
الرياضة بوصفها علمًا، لا تختلف عن العلوم الإنسانية الأخرى من ناحية ارتباطها بالنظريات العلمية، التي تسهم في تطورها، وتجويد عملها.
سأخصِّص هذه الزاوية كل يوم جمعة لتسليط الضوء على علم الإدارة الرياضية وقيادة المنظمات الرياضية.
اليوم سأتحدث عن “تحليل القرارات ومراجعتها”:
أي قرار لا يحقق الهدف منه يجب أن يحلل بالتغذية الراجعة ودراسته لتعديله أو الاستمرار عليه.
لا قيمة لأي لائحة لا تعالج الخلل وتفقد أي مادة في اللوائح قيمتها عندما تتعارض مع المصلحة العامة.
ما يعرف “بالمسؤولية التضامنية” في الأندية السعودية هذا القرار محل جدل ما بين مؤيد ومعارض، أين مصلحة الرياضة السعودية؟.
المادة “22” المسؤولية القانونية لمجلس الإدارة والرئيس التنفيذي من اللائحة الأساسية للأندية الرياضية بالاتحاد السعودي لكرة القدم نصها:
“كون مجلس الإدارة مسؤولاً مسـؤولية تضامنية عـن الوفاء بجميع الالتزامات المالية المترتبة على أنشطة النادي، بما في ذلك تسـوية الحقوق، والالتزامات المترتبة علـى مخالفته أحكام هـذه اللائحة، أو القرارات، أو التعليمات الصادرة مـن الهيئة، أو تجاوزه موازنـة النادي المعتمدة، ومـا يلحق بها من اعتمادات إضافية، خـلال فترة توليه إدارة النادي، وذلك مع عدم الإخلال بالمسـؤولية التضامنية لمجالس الإدارات المنتهية دورتها عن تسـوية أي التزامات، أو مديونيات خلال فترة عملها عـن الأعمال المشـار إليها ومـع عـدم الإخـلال بالمسـؤولية التضامنية، يكون كل عضـو مـــن أعضاء مجلس الإدارة، وكذلك الرئيس التنفيذي مسؤولاً مسؤولية شخصية عن القرارات التي أصدرها، أو التصرفات التي قام بها إذا كان من شأنها الإضرار بمصالح النـادي، أو أموالـه ونحوها”.
لا يبقى إلا أن أقول:
هذه المادة المشار لها الغرض منها الحد من ديون الأندية، من خلال تحمل مجلس إدارة النادي المسؤولية التضامنية، لكن لم يتم إصلاح الخلل بل ما زال مسلسل ديوان الأندية مستمر.
هذه المادة أصبحت قيودًا في يد الأندية لن تتحرر من الإدارات السيئة والفاشلة التي سوف تستمر بحجة لا أحد يريد أن يرأس النادي ويتحمل المسؤولية التضامنية ويعفي الإدارة السابقة منها.
أعتقد أن المادة “22” تحتاج لإعادة الدراسة، لأنها لم تحقق الأهداف المنشودة منها، وبدلاً من أن تصبح الحل أصبحت مشكلة معقدة وحبل مشنقة يطوق عنق كثير من الأندية المتضررة من إدارات فاشلة استثمرت هذه المادة لتعيش أكثر فترة ممكنة، بالرغم من تقصيرها فما هو الحل؟!.