2021-05-02 | 00:08 مقالات

حصان النصر

مشاركة الخبر      

بكل التداعيات وما بعدها، نجحت إدارة نادي النصر في جعل فريق كرة القدم يعود للواجهة من جديد عبر تأهله عن مجموعته الآسيوية إلى دور الستة عشر.
ويتلخّص النجاح الأصفر في التعاقد مع المدرب البرازيلي مانو مينيس قبيل المنافسة القارّية وإخراج العناصر الفنيّة من حالة الإحباط إلى التركيز والظفر بالبطاقة الصعبة بعد موجة الإخفاقات الكبيرة في الدوري والكأس حين المنافسات المحليّة.
هُنا نستطيع الجزم بالفوز المؤقت بالنظر إلى ما تم، كون الذي أُنجز لا يعني الانتصار الكٌلّي. فالوضع لا يزال في بدايته والمعركة لم تبدأ بعد. والأمر الذي ينتظر مسلّي آل معمّر وفريق إدارته شديد التعقيد من الناحية الماليّة. وتخليص المنشأة من الترهلات الكثيرة الموجودة في الوضع الكامل، يحتاج إلى جهد كبير وتركيز لا يعرف التراخي والكسل.
إن الخطوات الأولى ظهرت مريحة للإدارة الصفراء الجديدة، ففريق كرة القدم يتقدّم آسيويًا وفريق كُرة السلّة يحصد الدوري والكأس والأمور لطيفة للغاية في نقطة الانطلاق، لكن الطريق الشاق لا مجال فيه للراحة والرقص مع أوّل قطرة ماء والأهازيج التي صدحت هنا وهناك ما هي إلاّ أغانٍ عابرة لا تصنع موسيقى اللحن الكامل.
ويحتاج العمل إلى مزيد جهد على صعيد استقطاب عناصر أجنبية في الفريق الكروي الأول بعدد لا يقل عن خمسة مع أسماء محليّة طفيفة العدد لسد بعض الخانات في الموسم الرياضي الصيف المقبل وتحديد ما إذا كان المدرب البرازيلي سيبقى أم لا.
لقد ورث مسلّي تركة ضخمة جدًا ولكي يخفف التبعات عليه أن يصحو باكرًا كل يوم وينهض بالمجموعة ويُعطي الجميع حق التواجد كما لو كان الأمر معنيًا به كل فرد ويترك عنه التحركات المتثاقلة التي تتقدم يومًا وتتراجع يومًا آخر.
إن النصر بكل إرثه وتاريخه الطويل حالة من التجاذب غير المنتهية ومناخ واضح للتعب لكنه لذيذ ومُستطعم، وحتى يذوق مجلس الإدارة حلاوة الأيّام فليس أمامه إلاّ الجري بسرعة والنظر بدقّة والحساب بميزان عادل. وعليه أن يتذكّر جيدًا أن الجبال الشاهقة تتكون من مجموعة أحجار.
إن الأيّام الفائتة للنصر لا سكون معها ولا ليل طويل، فالنهار سيأتي إن كانت الأعين ترافق الأذهان وكانت العقول في حالة يقظان والباب الذي كان موصدًا من الخوف لن يُغلق بعد الأمان. لم يعد أمام النصر بعد حالة الخمول الكُبرى إلاّ أن يركض مثل حصان في ميدان لا شيخوخة في أحصنته المتسابقة ولا نهاية قبل الوصول.