عادل
ماذا فعلت؟
الكتابة عن الموت عملية معقدة تعجز الحروف والكلمات أن تصف الفاجعة، لن تكفيك معاجم اللغة ولا بحور الشعر أن تكتب رثاء في وداع يليق بمن تحب.. حقاً ستبقى عاجزًا أن تبوح بكل ما في قلبك.
والكتابة عمَّن مات يقرأها الجميع إلا الشخص المعني بها، ما أقسى الموت يفصل بينك وبين من تحب دون أن يشعر بك ولا يمنحك الفرصة لكي تقول له وداعاً.. أعتذر.. آسف.. سامحني.. أحبك.
ما أكذب الحياة وهي تغرينا.. وأقساها وهي تتلاعب بنا كما تشاء.. الحياة تمد يدها لك بالفرح وفجأة تغرس في قلبك ألم الموت بفراق من نحب بدون موعد.
غيَّب الموت الزميل عادل التويجري إثر أزمة قلبية مفاجئة، ليلة 27 من رمضان، وكان ينوي السفر إلى مكة للعمرة، في ليلة فضيلة وفي شهر كريم أراد الله أن يمنح الفقيد حسن الخاتمة وأن تغادر روحه إلى السماء ويودع الدنيا بكل ما فيها.
كلنا دون استثناء تألَّمنا لرحيلك يا عادل.. بكينا فراقك.. وحزنا على وداعك لكن دعني أسألك:
ماذا كنت تفعل يا عادل؟
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: “إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحببْه فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض”.
حالة الحب التي أحاطت بوداع “عادل التويجري” فوق كل القدرة البشرية حركتها إرادة السماء لينعم الفقيد بالقبول في الأرض بين كل أطياف المجتمع.
لا يبقى إلا أن أقول:
عادل التويجري في مشهده الأخير بالحياة كان مؤثّراً كفراق العظماء، رحل وابتسامته النقية تصافحنا، رحل و”الخبيئة الصالحة” التي بينه وبين ربه أشرقت بركاتها وتسابقت الأمة من أجله وتصدقت له في بناء المساجد، رعاية الأيتام، مساكن المحتاجين، وكثير من أعمال الخير.
كلنا كنا نتسابق لفعل الخير من أجله وندعو له بالرحمة.. في سر كنت قريباً من الله وجعل لك موطناً في قلوبنا.
أغمض عينيك ونم بسلام يا عادل إن شاء الله في الجنة وتعيش نعيمها.. يا الله لطفك ورحمتك.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك...