متى تحقق أنديتنا أرباحا؟!
نعم ممكن أن تحقق أنديتنا أرباحًا.. فوفق دراسة قام بها نادسون سانتانا الباحث في جامعة برازيليا خرج عبرها بنتيجة فحواها أنه من الممكن أن تنتقل الأندية من مرحلة الخسائر إلى مرحلة الأرباح، عبر تقسيم الأنشطة الرياضية وما يدور في رحاها مثل المناسبات الرياضية والتسويق والرعاية والدعاية والمنتجات التجارية والجماهير والمنشآت إلى منتجات صغيرة مستقلة يتم تسويقها تجاريًا وتعمل كل منها على حدة من أجل تحقيق هدف عام مشترك وهو منتج رياضي متكامل، وأكد أنه من خلال ذلك من الممكن أن تحقق الأندية نجاحات تنافسية تلامس تطلعات الجماهير وإيرادات مالية تشبع رغبات المالكين.
والواقع أن الرياضة منتج مطلوب، لذلك نجد أنها شهدت على المستوى الاقتصادي مؤخرًا تطورًا كبيرًا حيث تحولت تدريجيًا إلى صناعة مربحة، فأضحت هذه الصناعة تقدم منتجًا في شكل مشهد رياضي متكامل ومتعدد الأوجه ذي أهمية عالية لدى محبي الرياضة بمختلف شرائحهم وكافة العاملين في محيطها من شركات وكيانات وأعمال، فضلاً عن جمهور مستهلك كبير يتجاوز الحدود الجغرافية ويرفض المسافات ليتابع بشغف التغطية الرياضية من خلال قنوات إعلامية متنوعة ووسائل تواصل اجتماعي مختلفة.
لذا يتطلب الإشراف عليها وتنظيمها وتحقيق الأهداف من ورائها لاقتصاد معرفي يقوم على الابتكار والإبداع ويرتكز على التقنية، بحيث ترتبط صناعة الرياضة ارتباطًا وثيقًا بتسويق المنتج الرياضي من مناسبات وخدمات وأحداث رياضية عبر تقنيات تعمل على تمييز العلامة التجارية وتحقيق الميزة التنافسية، فضلًا عن التسويق الإعلامي الذي يمتد إلى القنوات التلفزيونية والصحف والمجلات والسوشال ميديا مع أهمية البحث عن الرعاية والدعاية للوصول إلى المستهلكين، بحيث يتم كخلاصة لما سبق بناء تكتلات اقتصادية معرفية فاعلة وقادرة على تحويل الرياضة إلى صناعة متكاملة.
وفي النهاية لا بد أن تحقق هذه الصناعة أرباحًا، فهي التي تعمل كمحرك للنظام الاقتصادي المعرفي الرياضي وتكفل له الاستمرارية لتكون بمثابة القوة الدافعة التي تحتوي على سلسلة إنتاجية واسعة تقوم بالابتكار والتطوير والبحث عن الجديد ولا تتوقف عند المحيط الرياضي وإنما تمتد إلى قطاعات أخرى كالسياحة والتجارة والترفيه.
ولكن كل ذلك مشروط بإدارات معرفية اقتصادية محترفة تفرضها خصخصة الأندية الرياضية، فمن وجهة نظر شخصية أرى أن الوقت قد حان لأن تنتقل رياضتنا إلى مرحلة تاريخية جديدة تتجسد في تخصيص الأندية لتواكب النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا الغالية وتحقق أهداف رؤية المملكة 2030.
وكل عام وأنتم بخير،،،