العيد
ذاكرة خالدة
ذاكرة العيد من الأيام التي لا يعبر من خلالها قطار الزهايمر ولا محطات النسيان تبقى خالدة للأبد.
في العيد لا تفصل ثيابك فقط حتى اللحظات التي تعيشها تفصلها بنفسك مع من حولك.
لكل واحد منا ملفات من الذكريات عاشها في كل عيد لا يمكن أن تفارقه أو تطوى صفحاتها.
ثوبك الجديد الأول من أين ومن تكفل به مازلت تعرف ملامح وجه الخياط الذي انحنى أمامك حتى يقيس طولك.
لبس الشماغ للمرة الأولى في العيد مازلت تعرف من ضبط عقالك فوق رأسك، وكيف كانت مشيتك بحذر حتى لا يسقط العقال من أعقد الاختبارات في الطفولة لبس الشماغ في المرة الأولى.
لا يمكن أن تنسى الشخص الكريم في العيدية وكل عيد يمنحك مبلغًا ماليًا حتى وإن كان قليلاً في معيار العمر الحالي، إلا أنه كان يمثل لك الشيء الكثير، وكنت في كل عيد تحرص أن تزور الشخص الكريم مع الأطفال بالعيدية.
حتى وإن كانت في ذلك الزمن ملاهي الأطفال متواضعة بإمكاناتها، إلا أنها كانت تجسد لك المزار الأهم في العيد، لكل واحد منا كان شخص من عائلته حريصًا على الذهاب به إلى الحديقة ما زلت حتى الآن تشعر بأنه يمسك يدك ويخاف عليك من الزحام.
رائحة جدك وجدتك وكل كبار السن العيد كان يعني لهم مشاهدة التاريخ في عيون أحفادهم والصورة الجماعية كانت حقبات من الزمن الأجداد، الآباء، والأحفاد.
مهما اختلفت طقوس العيد من مكان لآخر يبقى العامل المشترك بينهما السعادة، ولا يقاس فرحك بقدرتك المادية في العيد تنزل رحمات السماء أن يستمتع الفقراء كالأغنياء.
قد تشتاق لأشياء كثيرة كانت طقوسك في كل عيد، لكن لا عليك اليوم أنت من يصنع العيد لنفسه، استمتع بكل لحظة فرح تعيشها مع أهلك، اقترب أكثر من أطفالك، اكتشفهم من الداخل واجعلهم يعرفونك كما أنت.
لا يبقى إلا أن أقول:
شيء جميل أن نستمتع في العيد ونعيش الفرح، لكن يجب ألا نغفل عن الالتزام بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا.
حتى وإن تباعدت أجسادنا في العيد يجب أن تبقى قلوبنا متقاربة بادر بمعايدة قريب أو صديق ما أجمل أن تزرع الفرح في قلب أي شخص بتهنئة عيد تعبر عن حبك له لا تخجل من التعبير عن مشاعرك لكل من لهم في القلب موطن استثمر العيد ليشعروا بك وتشعر بهم وكل عام والعيد يعيش معك بالحب وصفاء الروح.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا.