أندية لا تتطور من المسؤول؟!
الصحوة قبل الموت التي تعيشها كثير من الفرق مع نهاية الدوري هروبًا من الهبوط تجعلك تعيش الدهشة وتسأل:
أين كانت هذه المستويات الفنية المميزة من بداية الدوري؟
في الجولة الماضية من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين الباطن كتم أنفاس الهلال وضمك عثر الاتحاد، ما الذي يحدث؟
فريقان مهددان بالهبوط يحرجان فريقي الصدارة، وأنت تشاهد مباراة الهلال والباطن لن تصدق أن متصدر الدوري عاجز أن يهزم الفريق القريب من الهبوط، والأمر نفسه في مباراة الاتحاد وضمك لا فوارق بينهما في المستوى الفني.
من الأشياء الرئيسية التي تعطل صحوة الفرق في السعودية أن مجالس إدارات الأندية تعلق شماعة الفشل على مدرب الفريق فقط وتبادر في إقالته، ولا يحدث شيء بعد رحيله، ما زال الفريق يعاني فنيًا.
تأخر كثير من الفرق في إبراز إمكاناتها التي تملكها يعود إلى أسباب كثيرة وعوامل مشتركة لا يمكن حصرها على الجوانب الفنية.
من الضروري تشخيص المشكلة ومعرفة جذورها وحلها من جميع الجوانب المرتبطة مع بعضها، الأصل أن تكون نتائج أي فريق مرتبطة بمنظومة عمل إدارية، فنية، وطبية، لكل جهة دورها ومهامها التي تعين الفريق على تحسين مستواه وتطوره.
الفشل في اختيار اللاعب الأجنبي المميز مسؤولية تتحملها مجالس إدارات الأندية في عدم وجود آلية ناجحة في اختيار اللاعبين المحترفين الأجانب، وعدم التنسيق مع مدرب الفريق للكشف عن احتياجات الفريق، أو الخضوع لمدرب سمسار يستقطب لاعبين تربطه معهم مصالح شخصية، وبسبب غياب اللجان الفنية من أصحاب الخبرة في معظم أنديتنا تفشل في صفقاتها مع الأجانب، ولذلك هذه الأندية لم تتطور فنيًا ولم تستغل نظام السماح بمشاركة 7 محترفين أجانب.
لا يبقى إلا أن أقول:
الأندية التي أصبحت في كل المواسم تصارع الهبوط وفي الأمتار الأخيرة من الدوري تعود إلى الحياة وتعيش فرحة البقاء وكأنها حققت منجزًا، لا طموح لها هذه الأندية وتضر الدوري فنيًا.
لا أقصد هنا الأندية الصاعدة حديثًا والتي تنقصها الخبرة، بل أقصد أندية منذ أعوام في دورينا تصارع على الهبوط سنويًا، يجب دراسة أسباب فشلها من صاحب القرار لعلاج المشكلة من جذورها.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.