«عادي
جدا»
عادي جدًا أن يفوز الهلال بالبطولات ويصعد المنصات لدرجة أن بعض جماهيره ترى بأنهم وصلوا لمرحلة حصد الألقاب ليس للفرح بها، بل لحرمان الآخرين منها حتى لا تنتشر ثقافة الضجيج وتصبح ملازمة للبطولات وتخرج من العباءة الحالية والمستمرة منذ عقود.
حقق الهلال الدوري الأصعب وليس الأقوى، بعد أن أفسح المجال لمنافسيه خلال تقلبات الدوري المتعاقبة.
الهلال وبأقل مستوياته وبظروف عندما تعرض لبعضها بعض المنافسين تراوحوا بين مراكز الوسط والمؤخرة.
الفريق المستمر منذ عامين في المشاركات المتواصلة سواء على صعيد كل لاعبيه أو جلهم ممن يحملون صفة “الدولية”،
الفريق الذي قضى فترة الإعداد في “غرف العزل” بعد إصابة معظم طاقمه الإداري والفني والعناصري بالجائحة، وبدأ مستهل الموسم دون أسلحته الفتاكة وغير الفتاكة.
الفريق الذي استمرت معه ظروف الغيابات والإصابات والإرهاق كل الموسم، ولم تكتمل صفوفه سوى في مباراة حسم اللقب أمام التعاون في الجولة قبل الأخيرة، وكان الاكتمال عدديًا وليس بالجاهزية المطلقة.
الفريق الذي تعرض لأخطاء تحكيمية فادحة وصلت لإلغاء أهداف صحيحة له بعضها أمام المنافسين المباشرين على اللقب، هذا عدا ركلات جزاء غير محتسبة وغيرها، لدرجة أنه استعان بالطواقم الأجنبية المسموح له بها كأكثر الأندية استعانةً بها، ولم يترك إلا طاقمًا واحدًا لمباراة الختام تحسبًا لعدم الحسم.
الفريق الذي “نهشت” الإصابات لاعبيه خصوصًا الركائز الأساسية وغيّبتهم لفترات طويلة تمتد لأشهر، وفي كل أسبوع تقريبًا كانت تخرج أخبار الإصابات وأحيانًا في التمارين حتى باتت وكأنها من المسلّمات نتيجة الأحمال الزائدة والمشاركات المتواصلة، حتى تندّر بعض جماهيره بذلك فقالوا لم يبق سوى إصابة “ابن نافل” بالعضلة الضامة! ولو حدث لكان أول رئيس ناد يحقق الدوري بعد تعرضه لإصابة في العضلة الضامة، “المقطع الأخير من باب الدعابة ليس إلا”.
فاز الهلال بالدوري بعد رحلة عناء شاقة واحتفل مسيروه ولاعبوه بطريقة مثالية، ليس فيها إساءات أو استفزازات للمنافسين.
فاز الهلال وما زال يقدم دروسًا نموذجية للعمل الاحترافي والثقافة الكروية الحقة.
فاز الهلال لأنه الهلال، وهذا أمر لا يشترى بمال قارون.
الهاء الرابعة
صمتك وقار وكثرة الحكي منقود
ورزقك على الله والمراجل وهايب
لا تفرح بكلمة “نعم” وأنت موجود
احرص على قولة “نعم” وأنت غايب