2021-05-28 | 23:27 مقالات

«النوايا مطايا يا حرمة»

مشاركة الخبر      

بعد أن تأكدت من وجود جميع أبنائها ليلًا في منازلهم بسطت سجادتها العتيقة وارتدت “جلالها” ثم رفعت يديها للسماء “اللهم وفق وليدي فهد”.
على الجهة المقابلة دلف فهد إلى صالة منزله بعد أن أغلق هاتفه النقال إثر آخر مكالمة من والدته الغالية ووجد زوجته وبناته يرحبن به ويدعين لفريقه ابتسم بهدوء ولم يرغب أن يرى حتى أقرب الناس إليه حالة التوتر التي يعيشها وتنهش أعصابه ببرود وهو يكافحها بخبرة السنين وتجارب الأيام بل على النقيض تمامًا كان يبث فيهم روح العزيمة والإصرار ويخبرهم بأن لديه ثقة كاملة فيهم وفي قدراتهم. في يوم النهائي استيقظ مبكرًا وهو أساسا لم ينم جيدًا فقد كانت أمواج القلق تتقاذفه يمنة تجاه التفاؤل ويسرة تجاه اليأس والإحباط ثم غادر منزله متسلحًا بدعوات والدته وزوجته الوفية وبناته البارات. وفي المساء بات يشاهد فريقه يتأخر من البداية بهدف جاء عكس مجريات اللقاء ورغم النقص الكبير في صفوف فريقه والتأخر تارة وتارة عاد عنابي سدير للقاء أولًا من نقطة جزاء مستحقة ولم يثن من عزيمته الخروج من حصة اللقاء الأول متأخرًا بجزائية غير مستحقة. في الشوط الثاني “شوط الريّس” وليس شوط المدربين وضحت تأثيرات الإجهاد على التعاون كان أشبه بـ “معيّد القريتين” فلم يعرقل الزعيم ولم يظفر باللقب حين نال من لاعبيه تأثيرات لقاء الدوري على لقاء الكأس وهنا كان مذبح الذئاب وكانت نوايا أبناء حرمة الطيبة سببًا في التألق الثاني فعاد “تفاريس الأسمر” إلى التعادل مرة أخرى مع الأفضلية شبه المطلقة لفريقه. في الربع الأخير من المعركة الكروية توقف لاعبو السكري عن الركض وكأنهم يرفعون راية الاستسلام على استحياء ولم تؤثر في أبناء الفيصلي حالة الطرد الأسرع ربما في تاريخ الكرة السعودية لمدافع احتياطي لاحتياطي أصيب مع غياب البطين الأيمن والأيسر لجوف العنابي الجائع لأول منجز في تاريخه فواصلوا العطاء بقوة وهاجموا بضراوة ودافعوا بقتالية حتى جاءت لحظة “الجحفلة” حينما أرسل “رومان” كرة تشبه خدعة “حصان طروادة” للمختبئ في الميمنة “خالد كعبي” الذي روّض أولًا ثم لعب عرضية تشبه في تفاصيلها العامة عرضية الهدف الثاني ليصعد نحو الفضاء نجم اللقاء ويرسلها بالرأس ومن القلب تجاه الشباك وكأنها طعنة رمح عنترة في قلب عدو ليكتب تاريخًا جديدًا لبطل جديد.

الهاء الرابعة
ياعاذلي في حرمة ياحاسد
حبي لها حب غزير ماجد
حبي لها قد فاق كل تصور
حب عظيم جاثم متزايد
أهوى ثراها والهواء ونخلها
ويزيده رسم بها ومعاهد