مكافأة الباطن
هدر مالي أم تحفيزية؟!
“حققتوا إللي نحن نبغاه، ما قصرتوا، كنتم رجال، بكرة يوم إيش الإثنين، بكرة لكل لاعب 125 ألف ريال”.
هذا حديث ناصر الهويدي، رئيس نادي الباطن، للاعبي الفريق بعد البقاء في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين بالفوز على العين 4ـ3 في الجولة الـ 30.
أدرك أن الهبوط سيؤثر سلبًا في مستقبل أي ناد، وقد يعاني الفريق كثيرًا من أجل الصعود مرة أخرى إلى دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، لذا تلجأ إدارات الأندية إلى تحفيز لاعبيها بمبالغ طائلة لإنقاذ الفريق من الهبوط.
بلغة الأرقام، تحتاج إدارة الباطن إلى صرف مبلغ وقدره ثلاثة ملايين ونصف المليون مكافأةً للاعبين فقط، وإذا ما وضعنا في الحسبان الطواقم الفنية، والإدارية، والطبية، فسيصل مجموع المكافأة إلى نحو خمسة ملايين ريال.
في ظل الحوكمة ونظام الكفاءة المالية، وحرص وزارة الرياضة على الترشيد المالي، هل يوجد مبرر لمكافأة رئيس الباطن؟!
لا يخفى على أحد أن وزارة الرياضة، في الوقت الراهن، تتحمَّل مسؤولية الأندية ماليًّا، وفي ظل غياب تشريعات قانونية تحدِّد أوجه الصرف فيما يتعلق بالمكافآت المالية، هل يعقل أن “يهايط” رؤساء الأندية بمكافأة مالية ضخمة لفريق لم يحقق إنجاز حصد بطولةٍ، واكتفى بالنجاة من الهبوط؟!
في 24 أغسطس 2020، وفي هذه الزاوية تحت عنوان “الهبوط رزق المقصِّرين”، كتبت بالنص:
“إذا أردت أن تجني مالًا أكثر في حالة عدم تحقيقك بطولة دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، فعليك أن تعيش في دوَّامة الهبوط مع فريقك”.
في كل موسم رياضي لا يختلف الأمر. إدارات الأندية المهددة بالهبوط تفتح خزائنها، وتغدق بالمال الوفير على اللاعبين في كل مباراة تبعدهم خطوةً عن الهبوط. شيءٌ مثير للدهشة! تصل مكافآت الفوز لفريق يهرب من المراكز الأخيرة أضعاف ما يتقاضاه فريق ينافس على البطولة، أو مركز يؤهله للمشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا!
لا يبقى إلا أن أقول:
في 9 أكتوبر 2020، أصدرت وزارة الرياضة قرارًا يلزم جميع الأندية الرياضية في السعودية بعدم الصرف من ميزانياتها لسداد الغرامات التي تُفرض على أي من منسوبيها، فإن قيام النادي بتحمُّل سداد هذه الغرامات يعدُّ هدرًا ماليًّا.أقترح على وزارة الرياضة أن تشرِّع لائحةً للمكافأة المالية حتى “لا يهايط” رؤساء الأندية بـ “فلوس” الحكومة، ومَن يريد دفع مكافأة أكثر من اللائحة عليه أن يتحمَّلها من جيبه الخاص دون هدر مالي لميزانية النادي. هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا.