«كم
دينك؟»
عندما سألت عن أفضل رئيس نادٍ في الموسم المنصرم أجبت “الفهدان” وأعني فهد بن نافل رئيس بطل الدوري، الذي لم يكبد ناديه الديون في سبيل تحقيق المنجز، بل إن الفرق الثلاثة المتصدرة لقائمة الديون وليس المنجزات “الاتحاد والنصر والأهلي” وصلت ديونهم لأكثر من أربعمئة مليون ريال من إجمالي ديون ستمئة مليون ريال.
وعدا الاتحاد الذي خطف ملحقًا آسيويًّا ووصل للنهائي العربي، خرج النصر والأهلي بصفر مكعّب، فالأول قبع في المركز السادس والثاني في المركز الثامن، ولا أعلم فيم صرفت مئات الملايين وعلى أي أساس، وأكاد أجزم أن هناك مبالغ مديونيات أخرى على هذه الأندية، على اعتبار أن الديون المعلنة هي “واجبة السداد”، أما التي لم تصل لهذه المرحلة فالرقم أدهى وأمر ولدي قناعة بأنها ستسجل لاعبيها رغم عدم معرفتي بكيفية ذلك.
الرئيس الثاني المقصود هو “فهد المدلج” الذي قاد الفيصلي لتحقيق أول منجز في تاريخه بتحقيق كأس الملك دون أن يحمل ناديه “قرشًا واحدًا” كدين، وفي ذلك دلالة دامغة على الإدارة الاحترافية مقارنة بإدارات “سلق البيض” و”الهياط” والهدر المالي، التي تفكر في مكاسب وقتية هي بمثابة مسكنات لقلوب موجعة تكتفي بفرحة التعاقدات والديون.
هذه الخاصية المعنية بالعمل الاحترافي بالطريقة المؤسسية التراكمية تبرز في الهلال، وقد ظهر دليل جديد على ذلك بعد لقاء ابن نافل الأخير، حيث ذكر بأنه يستطيع أن يظهر بمظهر البطل ويتعاقد مع لاعب مماطل ومزايد عليه بمبالغ فلكية لكسب إثارة وقتية و”ترند” مؤقت، وبالتالي تنعكس سلبًا في قادم الأيام سواء بالمبالغ الفلكية التي ستتحول لديون تكسر ظهر النادي ثم في إثارة حفيظة بقية لاعبي الفريق ومطالبتهم بتحسين عقودهم مقارنة مع العقد الجديد.
حديث ابن نافل الجديد سبق وذكره الأمير عبد الرحمن بن مساعد قبل حوالي عشر سنوات وربما أكثر، وفي ذلك دلالة على أن العمل في الإدارات الهلالية “منهج” واضح مستمر وثابت وأي تجاوز له أو خروج عنه يعني الخروج عن ثقافة الزعيم وأدبياته، وبالتالي ابتعاد هذا الرئيس برغبته أو بعكسها فالهلال عند الهلاليين هو الرمز ولا رمزية للأسماء.
الهاء الرابعة
فيا لكِ من وردةٍ أُرهِقت
بحوْم الفراشِ وسَقط الندى
ويا لي من شاعرٍ عاشقٍ
يُنادي الهوى فيخوض الردى