الخطر يحدق بالاتحاد
حقق الاتحاد نقاطًا إيجابية عدة في الموسم المنتهي للتو عندما حل ثالثًا برصيد “56” نقطة ليتأهل إلى البطولة الآسيوية، كما أنه استطاع أن يهزم بطل الدوري والوصيف إضافة إلى أنه تفوق في ديربي الأهلي وتسيد في كلاسيكو النصر، وهو أقل الفرق خسارة في دوري كأس محمد بن سلمان. صحيح أن مثل هذه النقاط لا تمثل معايير نجاح لعملاق كالعميد، ولكننا نتحدث عن فريق مر بمرحلة حرجة أخيرًا هي الأسوأ في تاريخه فنجا من الهبوط في آخر جولة في الموسم السابق، والذي قبله كذلك عانى مخاطر الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى.
وننصف فنقول كل ذلك بالتأكيد لم يتحقق من فراغ أو بمحض الصدفة وإنما إثر عمل وجهد بذلته الإدارة والجهاز الإداري والجهاز الفني وكلله اللاعبون بنتائج مميزة على المستطيل الأخضر، والتاريخ لا شك سيحفظ دور كل من ساهم في إنقاذ عميد الأندية السعودية.
إلا أنه وكما يقولون من السهل الوصول إلى القمة ولكن من الصعب المحافظة عليها، ولا سيما أن هناك معوقات مادية كبيرة تواجه إدارة النادي إذ بلغت الالتزامات المالية على نادي الاتحاد أكثر من “140” مليونًا بحسب لجنة الكفاءة المالية وهو الرقم الأعلى بين كل أندية الدوري، الأمر الذي يمثل تهديدًا مباشرًا ليس فقط على المشاركة الآسيوية أو التعاقدات الصيفية وإنما أيضًا على المكتسبات التي تحققت، بل وأكثر من ذلك حتى على نجوم الفريق الذين ساهموا في تحقيق هذه المكتسبات.
ووفق هذه المعطيات أقول لإدارة الاتحاد إن التعامل مع الواقع الاتحادي الأليم والخطير يحتاج إلى حكمة ومعرفة ودراسة مستفيضة قبل اتخاذ أي قرار بعيدًا عن العاطفة والأماني واللهث وراء أضغاث أحلام، فقرار خاطئ في هذه المرحلة الحساسة لربما يؤول إلى ما لا تحمد عقباه، ومهم أن يكون هناك ترتب للأولويات على النحو التالي:
أولًا: تحقيق البطولة العربية.
ثانيًا: التركيز على سداد الديون.
ثالثًا: الحفاظ على النجوم، الأجانب والمحليين.
رابعًا: استقطاب مهاجم بديلًا عن بيرجوفيتش وإن أمكن صانع لعب بديلًا عن هينريكي وبديل عن رودريجز.
خامسًا: تحقيق أحد المراكز الأربعة الأولى في الدوري الموسم المقبل.
سادسًا: المشاركة الآسيوية.
وعلى جمهور الاتحاد الوفي أن يتفهم ذلك وأن يساعد الإدارة على قيادة العميد إلى بر الأمان، فالاتحاد حاليًا يمر بمرحلة حرجة وخطيرة في الوقت ذاته، ومتى ما تجاوزها بتضافر جهود الجميع عندها يعود إلى معانقة الأمجاد وتحقيق الإنجازات.