«توثيق المرتعشة»
لدي قناعة راسخة بأن الأيادي المرتعشة لا تقود دفة ولا تصنع قرارًا حازمًا، وهذا للأسف ظني في اتحاد قدم حالي “كنت أظن وكنت أظن وخاب ظني”.
هذا الاتحاد كشفته لنا الوقائع وتوالي الأحداث، وما الموسم الماضي ببعيد، بل وأكاد أجزم أننا سنرى العجب العجاب في الموسم القادم، فانتظروا إني معكم من المنتظرين.
إن كان هذا الاتحاد بأغلب لجانه عجز عن الوقوف أمام أمور في متناوله وواضحة ولا تحتاج لاجتهاد، ولكنه إما تجاهلها من ضرب حكام من لاعبين تجاوزوا الحدود ولم يجدوا لهم رادعًا، أو تبريرها بطريقة “الكوميديا السوداء” وبإسلوب مستفز للشارع الرياضي، متجاهلين تطبيق العدالة وإقرار الحق، ولكم في حادثة “أسفل ظهر” الدليل الثابت.
كيف لهذا الاتحاد أن “يوثق البطولات” ويغضب طرفًا يسعى من سنوات للوقوف ضد التوثيق ومحاربته بطرق مختلفة، لعل من أبرزها “تسوّل” بطولات وهمية وأدلتهم فيها “خرق” و”قراطيس” و”تحوير واجتزاء” للقاءات تلفزيونية ليظن المشاهد أنها حقيقية، متجاهلين الحقائق والأدلة والبراهين مع ممارسة لفوضى عارمة لا تقرّ حتى في “دورات الحواري”؟
هل يستطيع رئيس الاتحاد وأمينه العام الصمود أمام العبث واعتماد بداية الدوري السعودي من عام 1976م، وهما لهما حديث متلفز وهما على كرسيي منصبيهما الحاليين، وبالتالي نسف كل الدوريات الوهمية والمتناقضة، أم أن هذا الإقرار سوف يكون له ثمن؟
لست متفائلًا بقدرة هذا الاتحاد على هذا، فمن برر وقف عملية التوثيق بسبب “الجائحة” هو يبحث عن مبرر أكثر من بحثه عن إدارة ملف مهم للتطوير.
ومن امتلك الشجاعة في إقرار مسابقة “كأس الملك” واختبأ خلف رابطة دوري المحترفين بشأن ملف الدوري لا أعتقد بأنه قادر على مواجهة جيش العابثين في التاريخ الرياضي.
إن ما يحدث دون توثيق البطولات ورصد التاريخ رغم وضوحه وسهولته هو “عبث” يسيء لرياضتنا، وجهل تقوده عاطفة عمياء جعلت الساحات المجاورة وغير المجاورة تضحك من هذا الجهل الموغل في الفوضى.
فكيف تكون بطولات الدوري وفق معاييرهم أكثر من عدد السنوات التي لعبت فيها؟ وكيف يكون تصفيات تؤهل إلى كأس “دوري”؟ بل وكيف تصنف البطولات الودية والرمضانية والتنشيطية على أنها بطولات “رسمية”؟ بل وكيف يحقق فريق لبطولتين في نفس اليوم والتاريخ والفريقين المتقابلين؟
الهاء الرابعة
لا تلوم الحظ يوم الحظ خانك
الحظوظ أرزاق ما فيها زعل
خلها دايم على طرفة لسانك
قدر الله وما شاء فعل.