2021-07-07 | 20:05 مقالات

جامعاتنا ومركز التوثيق الرياضي

مشاركة الخبر      

التوثيق كما جاء في الموسوعة العربية للتوثيق، مصطلح علمي حديث انبثق من علم المكتبات والمعلومات، وفي هذا السياق يقول الأستاذ الدكتور محمد أمين مرغلاني عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية سابقًا، إن التوثيق هو أحد ركائز علم المكتبات والمعلومات، وهو من صميم مجالات قسم علم المعلومات Information Science الذي يعد أحد أقسام كلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز، ويمتد الى الأرشفة الإلكترونية والأرشفة الرقمية، وبالتالي من الممكن أن يكون له دور مهم في موضوع توثيق بطولات الأندية الرياضية.
والتوثيق أو Documentation كما يعرفه Alison Clark هو “مجموعة من الوثائق المستخدمة لإثبات حقيقة ما، أو تأكيد أطروحة مرتبطة تاريخيًا بولادة وتطور الفكر، وتصور المعرفة باعتبارها كيانًا موضوعيًا ويمكن إثباته، فهو مرتبط بفترة تاريخية معينة ولأسباب عميقة ذات طبيعة ثقافية واجتماعية وسياسية” أو رياضية كالتي في محل حديثنا.
واليوم وبعد مضي نحو مئة عام على انطلاق الحركة الرياضية السعودية، والتي بدأت في منتصف أربعينات القرن الهجري الماضي في مكة المكرمة، أرى أن الوقت قد حان لأن ننشئ مركزًا للتوثيق الرياضي أسوة بالمركز الوطني للوثائق والمحفوظات التي دشن بموجب المرسوم الملكي رقم “م/55” بتاريخ 23 شوال عام 1409هـ، بحيث لا يتوقف عند كرة القدم وإنما يمتد إلى كل الألعاب التي لها موروث نفخر به كما أشار الزميل العزيز الأستاذ خالد الحسين بفكره النير.
فالرياضة باتت من شواهد رقي الأمم وهي محل اهتمام قيادتنا الحكيمة وتحظى بعناية مباشرة من سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- كما أنها حاضرة في رؤية المملكة 2030 وهي موجودة في برنامج التحول الوطني ولا تغيب عن البرامج التنموية المستقبلية التي يشهدها وطننا الغالي.
على أن يتبع هذا المركز لوزارة الرياضة ويبنى على أسس علمية رصينة، وتشارك في تدشينه جامعاتنا المتمرسة في المجال، لتضفي عليه صبغة أكاديمية، ويضم متحفًا يروي قصة تاريخنا الرياضي العريض، وتشمل مكوناته الوثائق التاريخية المرئية والمسموعة والمقروءة، كما يتم فيه اكتشاف المعرفة الضمنية Tacit Knowledge من الرعيل الأول الذي شارك في مراحل التأسيس، ويحتوي على مكتبة رقمية تضم قسمًا خاصًا بالمعلومات والمعرفة، وقاعة للمحاضرات يدعى لإلقاء محاضرات فيها أعضاء هيئة تدريس متخصصين من جامعاتنا المختلفة، ومن جامعات أجنبية متمرسة ويستقطب للحديث فيها قيادات رياضية عالمية ويدعى لها كوادر وطنية مستقبلية.