2021-08-03 | 20:39 مقالات

«القيمة القيّمة»

مشاركة الخبر      

يبدو أن قاطني الساحة الرياضية فهموا مقولة العالم المسلم الراحل أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل بشكل خاطئ، فهو حينما قال: “الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء، هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل”، يقصد بها كل مناحي الحياة غير التنافسية، وللأفراد فقط وليس للجماعات.
في حين أن بعض أهل الساحة الرياضية يريد أن “تدعم” الفرق الجماهيرية حتى تستطيع منافسة الهلال، وفي هذا نحر لميزان العدالة، ولا يمكن أن تستقيم مع طبيعة كرة القدم التي تعتمد على التباين والتأرجح لفرق، والثبات والنجاح لفرق أخرى، ليس بحسب الدعم إنما بحسب العمل وما تقدمه تلك الأندية الناجحة من جهد دؤوب وتوفير “بيئة صحية” مناسبة وإعطاء للحقوق وتحفيز للمجموعة واختيار للكوادر الفنية والإدارية والعناصرية بدقة متناهية.
في مقابل أن المرحلة الانتقالية التي جاءت بمكرمة سمو ولي العهد الأمين لم تستفد منها أندية الديون “النصر والأهلي والاتحاد” فبعد “تصفير ديونها” عادت لها مرة أخرى وبعد فترة وجيزة وبمئات الملايين، في حين أن “الهلال” هو من يحصد البطولات ودون ديون.
الآن هم يريدون تكرار السيناريو بحجة توسيع دائرة المنافسة على الألقاب، وأن ذلك ينعكس على مستوى المنتخب، وكأنهم لا يعلمون أن “الأهلي القاهري” مكتسح البطولات في بلده وفي قارته ومنتخب مصر الشقيق هو الأفضل قاريًا، بل ويتجاهلون أن الألمان يسيطر على دوريهم “البايرن” ومنذ أكثر من عقد من الزمان ومنتخبهم بطل العالم والقارات، وفرنسا يسيطر “سان جيرمان” على الألقاب وهم أبطال العالم في نسخته الأخيرة، وفي إيطاليا يسيطر اليوفي لحوالي عشرة دوريات متتالية والطليان أبطال أوروبا على مستوى المنتخبات.
فقط الدوري الإنجليزي، وإن كان الأقوى عالميًا، لكن المنتخب الإنجليزي لم يحقق طوال تاريخه سوى بطولة واحدة قبل أكثر من خمسين عامًا.
كرة القدم مثيرة بطبيعتها، والتدخل في تفاصيلها يفقدها هذه الإثارة ويحولها عن نسقها المعتاد.
وكان من المنطقي بدلًا من المطالبات الساذجة أن تتم المطالبة بجعل الهلال إنموذجًا للنجاح، على من يريد المجد أن ينهج نهجه.

الهاء الرابعة
أقولُ وقد شاقتنيَ الريحُ سُحرةً
‏ومن يذكرِ الأوطانَ والأهلَ يشتقِ
‏ألا هل تعودُ الدارُ بعد تشتّتٍ
‏ويُجمعُ هذا الشملُ بعد تفرّقِ