لماذا طارق
جعلنا نفرح؟!
القيمة المادية لصناعة الميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو، تقدَّر بما يقارب ثلاثة آلاف ريال سعودي لا أكثر، ووفقًا لموقع “cnbc”، في أولمبياد طوكيو، للميدالية الذهبية صفات خاصة، كونها مصنوعة في الأساس من معادن ثمينة مستخلصة من نفايات إلكترونية، وهي مصنوعة من الفضة والذهب.
المثير للاستغراب أن نسبة الذهب المستخدم في الميدالية يبلغ نحو ستة جرامات فقط، في حين أن نسبة الفضة في هذه الميدالية تبلغ 92.5 في المئة. وتزن الميدالية الذهبية الأولمبية نحو نصف كيلوجرام، ويتعيَّن ألَّا يقل الذهب فيها عن ستة جرامات.
وإذا تم حساب قيمة هذه الميدالية وفقًا لسعر المعادن المكوِّنة لها، فسيبلغ سعرها 820 دولارًا.
وإذا أردت أن تعرف المعنى الحقيقي لأشياء لا تقدَّر بثمن، فعليك أن تتأمل ما يصنعه الفوز بميدالية أولمبية على مستوى الشعوب والدول.
في الرياضة سحرٌ عجيب، أشياء بسيطة يتصارع من أجلها المتنافسون، قيمتها المادية لا تذكر، لكن قيمتها المعنوية لا حدود لها.
أن تتوقف دقات قلوبنا مع طارق حامدي، وأن تصبح أنفاسنا مع ثواني لعبة الكاراتيه في شهيقها وزفيرها، وأن تتوحَّد أيدينا وهي تعانق السماء ونردد معًا: يا رب… يا رب وفِّق طارق.
تركنا كل شيء، وتسمَّرنا أمام شاشة، أو جوال، نراقب كل لحظة يعيشها ممثل الوطن، وأصبحنا أجسادًا في السعودية وأرواحًا في طوكيو اليابانية.
الكثير منا لا يعرف شيئًا عن لعبة الكاراتيه، ونجهل قوانينها وأنظمتها. نعرف شيئًا واحدًا فقط، وهو أن “طارق حامدي” بطلنا، وفرحنا مرتبط به لا أكثر.
في كل نزال كنا نتنفس روح الانتصار، ونعيش متعة الأبطال. في كل مرة ينتصر طارق، نقترب أكثر وأكثر من المجد.
كان خصومه واحدًا تلو الآخر يتساقطون أمامه، ونحن والوطن مع طارق، تعانق هاماتنا السماء فخرًا وعزًّا.
ما أعظم الشعور وأنت ترى وطنك ينتصر، وما أعظم الفرح وأنت ترى البطل سعوديًّا.
لا يبقى إلا أن أقول:
في أولمبياد طوكيو، نال السعودي طارق حامدي الميدالية الفضية في منافسات الكاراتيه “مسابقة القتال وزن فوق 75 كيلوجرامًا” بتحقيقه المركز الثاني.
لهذا المنجز تفاصيل كثيرة تستحق أن نتوقف عندها في مقالات مقبلة، مع تسليط الضوء على المشاركة السعودية في الأولمبياد، وتقييمها من جميع الجوانب.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا.