هل الاتحاد يملك شخصية البطل؟
لا شيء كان يفصل بين الاتحاد وتحقيق البطولة العربية إلا “شوية حظ” مع عوامل أخرى.
لا يمكن تحميل الحظ وحده خسارة العميد اللقب أمام الرجاء المغربي فهناك أخطاء تكتيكية فادحة، وقعت داخل الملعب، يتحملها المدرب البرازيلي فابيو كاريلي، إلى جانب المستوى المتدهور لبعض لاعبي الفريق.
نرجع خطوتين إلى الخلف، ونتأمل تصريح مدرب الاتحاد قبل المباراة النهائية، قال بالنص:
“حجازي لاعب كبير، لكن غيابه لن يؤثر فينا، لأن اللاعب الذي سيعوضه قادر على الظهور بشكل جيد، ولديه ثقة كبيرة في مستواه التقني والبدني”.
ثلث دفاع الاتحاد “شوارع”، وبدلًا من أن يحمي عرينه المدافعون، سجلوا الأهداف في مرماهم.
من الطبيعي أن يعزز فابيو كاريلي، مدرب الاتحاد، قبل المباراة الثقة في لاعبيه، وأن يشعرهم بأن غياب فرد لا يؤثر في منظومة الفريق، لكن غير الطبيعي، ويلام عليه المدرب الاتحادي، أنه بعد المدة الطويلة التي قضاها على رأس الجهاز الفني الاتحادي، بقي عاجزًا في علاج المشكلة الدفاعية، ولقد كشفت المباراة النهائية في البطولة العربية أن فابيو كاريلي مقصِّر تكتيكيًّا، وأن المدافع المصري أحمد حجازي كان بجهوده الفردية حصنًا منيعًا للدفاع الاتحادي، وعندما غاب بسبب الإيقاف، انكشف المستور، وتورط المدرب الاتحادي العاجز عن علاج هذه المشكلة الفنية المزمنة.
ومن الأمور التي لا يُغفل عنها، ويجب أن تناقش الإدارة الاتحادية مدرب الفريق فيها، انخفاض المستوى الفني لبعض اللاعبين منذ فترة طويلة، وسط إصرار المدرب على إشراكهم بصورة مستمرة في التشكيلة الرئيسية لكل مباراة دون علاج لهذا الخلل الفني.
الأمر المقلق للجماهير الاتحادية، أن فريقهم غير مستقر فنيًّا، مباراة فوق وأخرى تحت! لا تعلم متى ينتصر الفريق، أو يخسر، وتزداد حيرتك أن العميد أمام الفرق القوية يكون قويًّا فنيًّا، والعكس صحيح أمام الفريق الضعيفة حيث يخسر منها.
غياب الهوية الفنية، وعدم وجود شخصية للفريق، سيعطلان العميد للعودة إلى منصات الذهب، لأن تحقيق البطولة يتطلب الثبات على تقديم المستويات الفنية العالية.
لا يبقى إلا أن أقول:
حالة الغضب الجماهيري بين أنصار العميد بعد التفريط في تحقيق لقب بطولة الأندية العربية قد يؤدي إلى توتر اللاعبين، وينعكس سلبًا على مستوياتهم الفنية في المنافسات المحلية.
هنا يأتي دور مجلس إدارة نادي الاتحاد، بالتعاون مع الطواقم الفنية، في زرع الثقة في نفوس اللاعبين، وتحفيزهم لتجاوز الإخفاق العربي وتعويضه محليًّا.