هل تتكرر
معجزة الفتح؟!
من الأشياء التي تجعل كرة القدم لها طعم ومثيرة مثل جميع الرياضات أنها لا تعترف بالمنطق ولا تصدق التوقعات في بعض الأحيان، وفرق ضعيفة فنيًا تهزم أندية كبيرة مرشحة للبطولة.
المعجزات لها علاقة كبيرة بالرياضة، حتى أصبح المستحيل لا موطن له في قاموس الناجحين رياضيًا.
في كثير من الأحيان تشعر أن شيئًا ما حدث لا يختلف عن المعجزة جعلت فريقًا ينتصر على خصمه الذي كان الأقرب للظفر بنتيجة المباراة.
هناك قصة رياضية شهيرة يطلق عليها “المعجزة في الثلج” تعود تفاصيلها إلى تحقيق المنتخب الأمريكي للهوكي بطولة الأولمبياد الشتوية في نيويورك عام 1980 أمام منتخب الاتحاد السوفيتي المرشح الأول المسيطر على بطولة الهوكي طيلة 10 أعوام مضت.
قبل البطولة في مباراة ودية السوفيتيون جرعوا الأمريكان خسارة قاسية بنتيجة 10 مقابل 3.
في ذلك الوقت لا يمكن المقارنة بين المنتخبين فوارق فنية كبيرة، المنتخب الأمريكي معظم عناصره لاعبون هواة من طلاب الجامعات إلى جانب عدد محدود من أصحاب الخبرة المحترفين، وفي الجانب الآخر منتخب الاتحاد السوفيتي مدجج باللاعبين المحترفين الموهوبين الأفضل في العالم فنيًا والمسيطرين على جميع بطولات الهوكي الدولية منذ أعوام طويلة.
قبل دخول اللاعبين أرض الملعب في المباراة النهائية بالأولمبياد الشتوي داخل غرفة تغيير الملابس مدرب المنتخب الأمريكي للهوكي هيرب بروكس قال للاعبين:
”كل واحد منكم لا يملك الموهبة الكافية لهزيمة الخصم القوي، لن تستطيع بمفردك الانتصار عليهم هم الأفضل فنيًا، لكن شيء واحد يجعلنا ننتصر أن نملك روح الفريق الواحد معًا مجتمعين لنحقق البطولة”.
في المباراة تحدث المعجزة، عشر دقائق على نهاية المباراة والنتيجة تعادل، كابتن الفريق الأمريكي مايك أرزون وسط دهشة الجميع يهز الشباك لتصبح النتيجة 4 للمنتخب الأمريكي مقابل 3 للمنتخب السوفيتي، الجماهير في المدرجات تصرخ بصوت عال: “معجزة في الثلج”، وتنتهي المباراة بصعود الأمريكان إلى منصة الذهب أبطالاً في يوم لم يتوقع أحد أن يخسر المنتخب السوفيتي.
لا يبقى إلا أن أقول:
مع بداية الجولات الأولى في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين بعض المباريات نتيجتها تخالف كل التوقعات.
تخيل أن تحصل معجزة كروية في هذا الموسم ويحقق بطولة الدوري فريق غير مرشح ويخطف كل الأضواء، وذاكرتنا الرياضية لا تنسى ما حدث في موسم 2012ـ2013 عندما حقق فريق الفتح بطولة الدوري. هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.