«عين صالح والمالكي»
هي عين خبيرة تلك التي اقتنصت صالح الشهري المنسق من الأهلي والاحتياطي في الرائد، وعين أخرى لا تقل خبرة تلك التي اختارت عبد الإله المالكي من الوحدة في الدرجة الأولى.
إذا كان في الناديين المستقطبين العين الخبيرة، فلم فشل “بريجوفيتش”؟ ولماذا لم يظهر “فييتو” بالشكل المطلوب حتى الآن؟
صحيح أن الاختيار مهم ولا تقليل ممن يعملون في الناديين لاختيار العناصر سواء كانت محلية أو أجنبية.
عند الاختيار لم يكن صالح أفضل المهاجمين المتوفرين، بل كانت هناك صراعات مليونية ومزايدات ضخمة وتحزبات غير حيادية تجاه عبد الفتاح آدم وهارون كمارا، رغم أن صالح يفوقهما رقميًا، ولا أبالغ إن قلت إن هناك حملة ضغوطات كبيرة على الإدارة الزرقاء بعد انسحابها من الصفقتين بداعي المغالاة في السعر وصلت في بعضها إلى التهكم بالقرار، وأنه ضعف وحرص على المال أكثر من الحرص على تدعيم الفريق.
وحين فاوضت الإدارة الاتحادية المالكي، لم يكن أفضل الخيارات للاعبي المحور وتكررت ذات الضغوطات، ووصف اللاعب والصفقة بـ”المغمور”.
رغم التشابه في طريقة التعاقد، إلا أن التشابه بين اللاعبين الأبرز وهو سبب نجاحهما بعد موهبتهما يكمن في خاصية “الشغف”، وهي خاصية من الصعب كشفها قبل التعاقدات خصوصًا إذا كان اللاعب المعني صغيرًا في السن أو مغمورًا.
في الغالب وحسب رؤيتي، أن التعاقدات تحتاج لعملية توفيق من الله، فأحيانًا يحضر لاعب مغمور وينجح نجاحًا باهرًا “مارسيليو كماتشو وعمر السومة”، وأحيانًا يأتي نجوم لامعة ويصيبها الأفول “موسى وأكيلي إيمانا”، ولا يوجد شخص عاقل يجزم بنجاح أي تعاقد جديد سواء محليًا أو أجنبيًا لاعبًا أو مدربًا.
توفق الهلال في صالح لأنه لاعب يملك طموحًا كبيرًا، ويرغب في صنع الفارق ويقاتل من أجل الحصول على فرصة المشاركة، وكلما نزل في أوقات متأخرة وفريقه بأمس الحاجة لخدماته تألق وسجّل، وبعد أن يعود في المباراة التي تليها لمقاعد البدلاء لا تفتر همته ولا يقل شغفه.
وذات الأمر ينطبق على المالكي الذي ما إن حجز مقعدًا أساسيًا إلا وتمسك به كما يتمسك الغريق بالقشة، وفي كل مباراة هو نفسه بالروح والقتالية.
الهاء الرابعة
أَزَفَّ الرَحيلُ وَحانَ أَن نَتَفَرَّقا
فَإِلى اللِقا يا صاحِبَيَّ إِلى اللِقا
إِن تَبكِيا فَلَقَد بَكَيتُ مِنَ الأَسى
حَتّى لَكِدتُ بِأَدمُعي أَن أَغرَقا