أجانبنا بطيخ
ع السكين!
عقب تألق المهاجم البرازيلي الواعد جابرييل جيسوس مع بالميراس ومنتخب البرازيل صيف عام 2017، نجح فريق مانشستر سيتي الإنجليزي في استقطاب اللاعب بعد منافسة مع عدد من أندية أوروبا.
عندما سألت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” جوارديولا، مدرب فريق مانشستر سيتي، عن جابرييل جيسوس، المنضم حديثًا إلى فريقه وقتها، قال: “هذا الموهوب البرازيلي لا يختلف عن ثمرة البطيخ. يجب عليك بعد الشراء تجربتها للتأكد من جودتها إذا كانت جيدة أم لا”.
الأمر نفسه نعيشه حاليًّا مع الأندية السعودية التي وقَّعت عقودًا مع محترفين أجانب للمشاركة في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، فلا يمكن ضمان نجاحهم مهما كانت تجاربهم السابقة ناجحة، أو عكس ذلك.
المحترف الأجنبي ليس جهازًا كهربائيًّا، عند الشراء تُمنَح ضمانًا على جودة الأداء، ويُسمح باستبداله في حالة وجود أي عيوب، هو كما قال جوارديولا، مدرب فريق مانشستر سيتي، “مثل البطيخ”.
يجب أن يكون هناك وعي في الوسط الرياضي بشأن التعاقدات الأخيرة مع اللاعبين الأجانب في جميع الأندية السعودية التي دعمتها وزارة الرياضة، حول أنه لا يمكن ضمان نجاح كل الصفقات، خاصةً في ظل الأعداد الكبيرة، وستشرب الأندية “مقالب” مع لاعبين لا قيمة فنية لهم في الملعب.
ما جعلني أطوف حول موضوع اللاعب الأجنبي أكثر من مرة، أن الشيء المقلق، أن أصواتًا جماهيرية وإعلامية بدأت تمارس الضغوط على إدارات الأندية من أجل الاستغناء عنهم في الفترة الشتوية المقبلة. يجب ألَّا نغفل الأجواء الحارة، والرطوبة العالية في ملاعبنا التي تؤثر سلبًا في الأداء الفني للاعبين الأجانب القادمين من تجارب احترافية في دول مشهورة بطقسها البارد، أو المعتدل.
لا يبقى إلا أن أقول:
الأمر المهم أن تحرص الأندية على توفير عوامل النجاح للمحترفين الأجانب، وأن تصبر عليهم، خاصةً أن بعضهم يخوض تجربته الاحترافية الأولى خارج وطنه، مع ضرورة عدم التأثر بغضب الجماهير من فشل أي صفقة في بداية المشوار، ولنا تجارب سابقة كثيرة مع محترفين أجانب تميَّزوا في ملاعبنا، لم يسجلوا حضورًا في الجولات الأولى من الدوري، وبعد التأقلم مع الأوضاع أبهرونا بالأداء الفني الرائع.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.