«أبو حظيّظ الأصفراني»
لم أشاهد في حياتي فريقًا محليًّا تخدمه الظروف كما حدث مع النصر في دوري أبطال آسيا في النسخة الجارية بعد أن فرَّط في أضعف نسخة في تاريخ البطولة، النسخة الماضية، وخرج منها على يد بيرسبوليس الإيراني.
فقد وضعه نظام المجموعات على أرضه دون أن يخوض مباريات الذهاب والإياب، ومع فرق لا يوجد فيها سوى منافس واحد، تأهل “وحيدًا” في دلالة على ضعف مستويات المجموعة.
في دور الستة، قابل أضعف الفرق المتأهلة، حيث تعرَّض خصمه إلى إصابات بفيروس كورونا، وكاد أن ينسحب، وحاول أن يحصل على استثناء لتسجيل لاعبين من درجة الشباب لتعويض النقص، لكنَّ طلبه رُفِضَ، فحضر إلى الملعب ناقصًا، ولم يكن هدفه التأهل، بل خوض المباراة ليسلم من عقوبة الانسحاب، ويحصل على المبالغ المقرَّرة لهذا الدور، وهو المفرّغ تمامًا، بلا رئيس ولا مدرب ولا مال.
وفي قرعة ربع النهائي، جاءت الأمور مفصَّلة على ما يشتهي النصراويون، فقد وقع حظ الفريق على “أضعف” الفرق الثمانية المتأهلة إلى هذا الدور، وهو مؤهَّلٌ بنسبة كبيرة لتجاوزه وبسهولة، في حين أوقعت القرعة وصيف النسخة السابقة وبطل سابقتها في مواجهة مباشرة، بالتالي خروج أحد الفرق القوية، كما خرج الاستقلال. ومن كرم الحظ الأصفر، أن مباراته في نصف النهائي أيضًا ستكون على ملعبه، وفي حال الفوز بها، وأكاد أشكُّ في ذلك، ستكون المباراة الختامية أيضًا على ملعبه.
بالنسبة لي، هذه المرة الأولى التي يخوض فيها فريقٌ كل مباريات بطولة قارية على ملعبه، وقد أسهم ذلك في وصوله حتى الآن إلى مراحل نادرًا ما يصلها، كما أن المرشح الأكبر للقب وكبير القارة سيتأثر لاعبوه بالمشاركات الدولية مع المنتخب الوطني، وسيخوضون ربع النهائي أمام فريق عنيد بعد خوض مباراتين من العيار الثقيل أمام اليابان والصين بأربعة أيام فقط، وإذا استثمر النصر كل ذلك، على الرغم من أن مستواه لا يؤهله للوصول إلى اللقب، فستُعزف “الأغاني”، وهي ليست مثل كتاب “أبي الفرج الأصفهاني”، بل لصاحبها “أبو حظيّظ الأصفراني”.
الهاء الرابعة
كم حكمةً عند الغَبِي كأنها
رَيْحانة في راحةِ المزكومِ
بسمَتْ محاسنُها لوجه كالح
ما أضيعَ المرآةَ عند البومِ.