2021-10-07 | 22:41 مقالات

قيادة الفعل

مشاركة الخبر      

الرياضة بوصفها علمًا، لا تختلف عن العلوم الإنسانية الأخرى من ناحية ارتباطها بالنظريات العلمية، التي تسهم في تطورها، وتجويد عملها.
ومن أجل ضمان مواكبة الرياضة السعودية، من الناحية الإدارية، والمجالات الأخرى، التي تميَّزت بنجاحاتها، يجب أن نؤمن بأهمية القيادة الرياضية في المنظمات على مختلف الأصعدة، من وزارة الرياضة إلى الأندية الرياضية.
سأخصِّص هذه الزاوية كل يوم جمعة، لتسليط الضوء على علم الإدارة الرياضية وقيادة المنظمات الرياضية.
اليوم سأتحدث عن “القيادة المرتكزة على الفعل”: بعد أن تحدثنا هنا في وقت سابق عن نظرية الرجل العظيم، التي تؤيد أن القائد يولد ولا يصنع، وفي جيناتهم سمات وراثية تميزهم عن غيرهم بالصفات القيادية.
‏في الجانب الآخر جون أدير، الخبير في القيادة والمفكر العظيم في هذا التخصص من خلال إنتاجه الفكري، الذي تجاوز 40 كتابًا في علم القيادة، يؤمن بأن القائد يمكن صناعته وتعليمه بالتدريب، ولا يعتمد على صفات معينة أو سمات ولد بها.
جون أدير من خلال نظرية “القيادة المرتكزة على الفعل” يرى من الضروري أن نفرق بين المدير والقائد، كيف؟
يعتمد المدير بشكل كبير على تطبيق الأنظمة بالنص والتحكم بفريق العمل، ولا يميل للإبداع والابتكار.
بينما القائد يعتمد عمله على ثلاث دوائر متداخلة، هي المهمة، وفريق العمل، والفرد.
ما الذي يقصده جون أدير في نظرية “القيادة المرتكزة على الفعل” بالدوائر الثلاث المتداخلة؟
أن القائد الحقيقي يحتاج، لتحقيق الأهداف المخطط لها، إلى فريق عمل، وليس هو فقط كفرد، بل يحتاج إلى مجهود الجماعة من خلال رعاية كل فرد من فريق العمل بتحفيزه والاهتمام بتطويره بالتدريب.

لا يبقى إلا أن أقول:
أي قائد في منظمة رياضية يجب أن يدرك أهمية نظرية “القيادة القائمة على الفعل” في تحقيق النجاح، لأنها نظرية ترتكز على روح الفريق والتناغم والتجانس بين جميع أفراد المنظمة للعمل بروح الفريق الواحد، لتحقيق الأهداف المرسومة. لا يخفى على أحد أن من أكثر الأمور، التي ساهمت بفشل رؤساء كثير من الأندية والمسؤولين الرياضيين أنهم يريدون عمل كل شيء بأنفسهم بدون تفويض فريق عمله، لذلك لا تتحقق الأهداف، ويكون الفشل مصير المنظمة الرياضية، لذلك من المهم أن تكون فلسفة العمل في رياضتنا تعتمد على الدوائر الثلاث المتداخلة المهمة، فريق العمل، والفرد وليس رئيس نادٍ أو مسؤول “بتاع كله”.
هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك، وشكرًا.