«موقعة
العلم»
لم تكن لحظة “غرس البليهي” لراية فريقه في منتصف ملعب الغريم بعد موقعة العلم التاريخية لحظة عابرة ستمر مرور سحاب الصيف، بل هي “رمزية” المعارك الطاحنة فما قبلها لا يمكن أن يشبه ما بعدها.
هي فعل يقوم به الفرسان الشجعان في الحروب قديمًا وتعني النصر المؤزر والاستيلاء الكامل على المكان، فما بالكم إن الاستيلاء طال حتى شمل “الأحلام” فلقد منعهم كبير آسيا حتى من “حلم” الوصول للمباراة النهائية هذا عدا محاولة تحقيق اللقب الذي لم يحققوه طوال تاريخهم وهم الذين رصدوا ميزانية “مليارية”، ولم يتركوا أي متحرك بأي طريقة إلا وحاولوا التعاقد معه ووضعوا كامل ثقلهم في هذه النسخة، لأنهم يرون إن لم يحققوها “يبطون عظم” يحققونها في المستقبل المنظور وربما غير المنظور.
فالجائحة أضرت بكبار المنافسين وجعلت المباريات “مجمعة”، وكل مبارياتها ستكون على أرضه والحظ ساقه أن تكون مبارياته في الأدوار السابقة مع أضعف الفرق المتأهلة ولو قابل الفرق الثقيلة فنيًّا كالاستقلال وبيروزي لخرج مبكرًا وربما بنتائج ثقيلة.
الغريب أن فريقهم يعج بالفوضى، فالإدارة لا تملك الخبرة العملية والجهاز الفني حديث عهد بالفريق والعناصر بينهم صراعات ومشاكل، هذا عدا الخانات التي تعاني من خلل كبير لدرجة سلطنة لاعب على المجموعة، مما حرم الفريق من اللعب بأربعة لاعبين أجانب، بعد أن وضع هداف الكاميرون في الاحتياط ولو اختير وأبعد حمد الله واستعين بحارس أجنبي لتغيّر شكل الفرق وتخلّص من نقطة ضعف ساهمت في خروجه المذل.
موقعة العلم لم تكن مباراة قدم عادية بل حملت مفاهيم أكبر من ذلك بكثير، فالحلم تبخر والأماني وأدت والضجيج صمت و”الهياط” خجل ونكس رأسه والأمور عادت لطبيعتها، فالكبير ما زال في مكانه الذي خطط وعمل له من سنوات بالفكر والمبادئ والقيم قبل المال ولا يمكن لأي “صغير” أن يتطاول على الكبير حتى وإن تهيأت له الفرصة التي كان يظنها سانحة.
غرس راية الهلال التي قام بها البليهي تشبه فجع نائم يحلم بحلم جميل، ولا يريد الاستيقاظ منه بخبر كابوس سيبقى عالقًا في ذاكرته ومرعبًا له ردحًا من الزمن.
الهاء الرابعة
ونشرب إن وردنا الماء صفواً
ويشرب غيرنا كدراً وطينا
إذا بلغ الـفطام لنا صبياً
تخر له الجبابرة ساجدينا.