الكرسي فضحهم!!
الرياضة بوصفها علمًا، لا تختلف عن العلوم الإنسانية الأخرى من ناحية ارتباطها بالنظريات العلمية، التي تسهم في تطورها، وتجويد عملها.
ومن أجل ضمان مواكبة الرياضة السعودية، من الناحية الإدارية، المجالات الأخرى التي تميَّزت بنجاحاتها، يجب أن نؤمن بأهمية القيادة الرياضية في المنظمات على مختلف الأصعدة، من وزارة الرياضة إلى الأندية الرياضية.
سأخصِّص هذه الزاوية كل يوم جمعة لتسليط الضوء على علم الإدارة الرياضية وقيادة المنظمات الرياضية.
اليوم سأتحدث عن “المنصب يكشف حقيقتك”:
بيتاكوس سياسي وحكيم، أحد حكماء الإغريق السبعة. هذا الفيلسوف لمدة عقد من الزمن حكم مدينة ميتيليني في الفترة 600 قبل الميلاد، وعندما ترك العرش طوعًا وتقاعد، خلَّد التاريخ مقولته الشهيرة: “المنصب يُظهر حقيقة الشخص”.
الأندية الرياضية عرَّت كثيرًا من الشخصيات، الذين انخدعت رياضتنا بسيرتهم الذاتية، وفضحهم الكرسي بأنهم لا يعرفون أبجديات الإدارة، ولا يحملون صفات القائد الحقيقي.
لا يغرُّك أي شخص سيرته الذاتية حبلى بالشهادات والدورات، فقد يكون هذا الشخص ناجحًا في الصف الثاني، لكنه لا ينفع أن يكون قائدًا.
من الأخطاء الشائعة في الأندية الرياضية السعودية في الفترة الأخيرة “رخصت” رئاسة النادي من خلال جلوس أشخاص على الكرسي لا يملكون الكفاءة الإدارية والخبرة القيادية والنتيجة ماذا؟
أهدروا أموال الدولة، ودمَّروا الأندية، وأغرقوها في الديون.
منصب رئيس النادي كشف عن نوعين من القادة:
“القادة الزائفون” الذين فشلوا في تطوير الأندية بسبب سوء استخدامهم السلطة، حيث أصبحت الأندية بيئة عمل غير صحية.
النوع الثاني “القادة الحقيقيون” الذين طوَّروا الأندية، وأحسنوا استخدام السلطة من خلال خلق بيئة عمل صحية.
لا يبقى إلا أن أقول:
حتى لا تصبح الأندية محطة تجارب للفاشلين إداريًّا، يجب أن تصمِّم وزارة الرياضة معايير واضحة، تحدِّد السمات المطلوبة في رئاسة النادي.
أكثر ما ضرَّ الرياضة السعودية أن العلاقات الشخصية مع المسؤول مهَّدت الطريق للكثير من الأشخاص لرئاسة أندية عظيمة، وهم لا يملكون أي إمكانات. في غمضة عين من “خوي” المسؤول إلى رئيس نادٍ عظيم، لكن شكرًا لفخامة “المنصب” الذي كشف عن حقيقتهم، وطردهم الفشل من أبواب الأندية، لأن الجلوس على كرسي أكبر من إمكاناتك يعرِّيك ويكشف عن حقيقتك!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا.