«المنتخب في عيونهم»
الحديث هنا عن “البعض” وليس الكل، ولأنه يخص منتخب “الوطن” الذي يتصدر مجموعته الآسيوية الصعبة نحو المونديال بعد أن خاض خمس مباريات فاز في أربع منها وتعادل في الخامسة مع المنتخب الأسترالي القوي على أرضه وبين جماهيره وتحت زخات المطر المستمرة
رغم التعادل “السلبي” إلا النتيجة بكل عام تعتبر “إيجابية”، فقد حافظ الأخضر على فارق النقاط الثلاث في الصدارة، وظهر منتخبًا قويًا متماسكًا أدى فيه “جل” اللاعبين المطلوب منهم باقتدار ونجح “الداهية” هيرفي رينارد كعادته منذ توليه قيادة الأخضر الفنية في وضع التشكيلة المناسبة والطريقة المحكمة لمنع قوة المنتخب الأسترالي في الكرات العرضية من خلال إغلاق منبع الخطورة وهي الأطراف.
مع كل الأمور المحفزة والإيجابية التي خرج بها ومنها المنتخب، إلا أن التعاطي الإعلامي والجماهيري بعد المباراة متماشيًا مع “لحمة” أفراد الأخضر فهم كتلة واحدة تحت شعار واحد وعلى قلب رجل واحد ونحن تفرّقنا بين الألوان.
فالهلالي نكاية بالنصراوي يمتدح علي البليهي، والنصراوي وحين لم يكن الغنام والعمري في حضورهما القوي ذهب الثناء موزعًا بين المالكي والربيعي نكاية في الهلاليين، وحتى لا يمتدح لاعبًا هلاليًا.
والاتحادي يثني على المالكي ويعتبره نجم المباراة والأهلاوي يرى في الربيعي النجم الأول.
وكل يرى نفسه على صواب، ولا يعلم أن بينه وبين الصواب ما بين المشرق والمغرب، وأنهم لا يعلمون بمثل هذا الطرح يفرقون ولا يجمعون يبعدون ولا يقربون، وأن الدافع لكل هذا “عاطفة جياشة” ذهبت بهم نحو الميول بل نحو الطريق المنحدرة.
يا أحبتي هذا هو “منتخب الوطن” وهو الذي يجب أن نكون معه وله متحدين، وأن نتناوله ونتعاطى معه بعيدًا عن ألوان الأندية.
أعلم يقينًا بأن الساحة الكروية تنافسية تغلب عليها العاطفة، وأنه يصعب على أناس كثر الفصل بين الفكر والعاطفة في الأمور التي تغلب عليها العاطفة، ولكن لا أعذر إعلاميًا أو مشجعًا كبيرًا في العمر أو صاحب فكر عالٍ تغيب عنهما خبرة السنين أو رجاحة العقل في مثل هذه الأمور.
الهاء الرابعة
يا أبيضَ القلبِ لا تحزنْ إذا زعموا
أنّ البياضَ بهذا العصر تغفيلُ
دعِ السوادَ الذي يغشى ضمائرهُم
وعشْ نقيّاً فداكَ القال والقيلُ.