(حمدالله
يكشفهم)
غريب أمر النصراويين جلّهم وليس كلهم، بعد أن كشفهم لاعب فريقهم السابق حمد الله، وأظهر أنهم لا يستندون على مبادئ وقيم ثابتة بل مطاطة، وأنهم يتناقضون عيانًا بيانًا دون أن يرف لهم جفن ولا تحمرّ وجناتهم حياءً أو خجلاً.
البداية حينما كانوا يدافعون عنه بكل ما يستطيعون رغم تجاوزاته التي لا تعد ولا تحصى، فوصلت لرجال الأمن في المطارات ووصلت للحكام في المباريات وزملائه على الشاشات وفي التمارين، بل وبالغوا في تمجيده، حتى أن بعضهم فضّله على الأسطورة التاريخية للنصر ماجد عبد الله، ورغم الزوبعة والمشاكل التي يثيرها والمتضرر الأكبر النادي كانت حملة الدفاع مستمرة تنفيذًا على ما يبدو لتوجيهات دون أن يكون لهم رأي مستقل.
وحينما قرَّرت الإدارة فسخ العقد وفق سبب قانوني ومشروع ـ حسب رأيها ـ قلبوا ظهر المجن على من كانوا يمجدونه قبل ساعات قليلة، وأصبحوا يرددون ما كانت الساحة تستنكره من تجاوزاته ويدينونه بتصرفاته السابقة التي كانوا يدافعون عنها، وكعادتهم بالغوا في الهجوم عليه حتى وصلوا لمناطق محظورة ومحذورة وكانوا يعتبرون كما تعتبر إدارة ناديهم بأن فسخ العقد (مشروع وقانوني) بل وإن اللاعب مطالب بدفع ما يقارب المئة مليون كتعويضات.
فجأة تعاقد الاتحاد مع اللاعب وبدلاً من الصمت على اعتبار أن النصر فسخ عقد اللاعب انقلبت الأمور رأسًا على عقب، فالنادي يعتبر تعاقد الاتحاد غير صحيح، على اعتبار أنه ما زال مقيّدًا في الكشوفات النصراوية (وين السبب القانوني المشروع) ومع إدارة النادي انقلبوا أولئك حتى على أنفسهم وأصبحوا يطالبون ببقائه ويرفضون انتقاله للاتحاد، وهم بذلك يخسرون الساحة قبل أن يخسروا أنفسهم ويعترفوا بأن إدارة الاتحاد ضربتهم في مقتل، فهي بهذه الصفقة ردت على صفقتي أبو بكر وأنسيلمو بل كان الرد قاسيًا بدليل ردة الفعل النصراوية.
ولو أنهم اعتبروا اللاعب بأنه منسق من ناديهم ولا يرغبون في تواجده لما نجحت إدارة أنمار في الفوز باللاعب وبالتوقيت وبالرد.
الهاء الرابعة
مَا كُل نَفسٍ نَستَطِيعُ فِراقِهَا
فَفرَاقُ مَن سكنَ الفُؤَاد مماتُ
فَإِذا صَمتنَا وَالحَبيبُ مُهاجِرٌ
بعضُ الشُعورِ تَخُونهُ الكَلماتُ
فَالصمتُ لَا يَعنِي الِرضا لكِننَا
مَوتىٰ فَهل يَتحدَّثُ الأَمواتُ؟