2021-12-29 | 21:12 مقالات

وسط البلد.. شتاء جازان

مشاركة الخبر      

حتى للمدن وجوه تشبهنا لا تختلف عن ملامحنا في كثير من تفاصيلنا وكأن المسافة التي بينها خفقة قلب لا أكثر.. الحواري القديمة بكل أزقتها وأسواقها التاريخية لا تشيخ مهما كبر عمرها تزداد جمالًا.
(وسط البلد) المكان القديم في كل مدن العالم الأرض التي لا تنام ولا تهدأ يقصدها أهل البلد والزوار بحثًا عن أصالة الماضي ونبش ذكريات مضت فيها كثير من القصص والحكايات.
السياحة التاريخية التي ترتكز على إرث المدن القديمة في كل بقاع الأرض هي المكان الأكثر جذبًا، لأن الناس بطبيعتها الفطرية تميل شغفًا وحبًا لكل شيء فيه رائحة الماضي أرضًا وإنسانًا.
في جازان اليوم لا شيء يعدل (وسط البلد) المكان القديم في السوق الداخلي الذي يسكن ما بين أحضان البحر والقلعة الدوسرية وتجري فيه الشوارع القديمة (فيصل، سعود، والنهضة) كأنها شريان دم.. هذا المكان التاريخي اليوم مختلف لماذا؟
لأول مرة في جازان يستهدف وسط البلد كأحد المواقع المخصصة لجذب الزوار في مهرجان شتاء جازان الذي ينطلق في 6 يناير 2022م برعاية أميرها المحبوب الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز.
كل يوم ساعات طويلة أقضيها بين أحضان (وسط البلد) في جازان لا أعرف لماذا في كل مرة أشاهد وجوه الناس وتفاصيل المكان أتذكر ما قاله الأديب الفرنسي فيكتور هوجو المعروف قبل قرنين في الحقبة الرومانسية الفرنسية عندما قال عن المدن القديمة:
“كل صخرة هي حرف وكل بحيرة هي عبارة وكل مدينة هي وقفة، فوق كل مقطع وفوق كل صفحة لي هناك دائمًا شيء من ظلال السحب أو زبد البحر”.
هذا ما يحدث في جازان اليوم تحت شعار (#هذي_أيامنا) تحول (وسط البلد) إلى لوحة جداريات عملاقة رسم فيها وجوه تنبض بالحياة خلية نحل من المتطوعين شابات وشباب وأسر منتجة كالجسد الواحد بكل شغف يزينون المكان.

لا يبقى إلا أن أقول:
فعاليات كثيرة سوف يحتضنها (وسط البلد) في جازان ما بين أفراح الماضي والليالي الطربية التي سوف يعزف فيها:
حزينة كلها الليلة “امردايم” بلا ساقي ولا قاطف وناظم وريح أحبابنا في الدار حايم مسافر صاحبي يا غارة الله.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.