حمد الله كشفهم
أستغرب من بعض جماهير الأندية التي تسلِّم عقولها للآخرين، يوجِّهونها بأي اتجاه يرغبون فيه حتى لو كان باتجاه الطريق المنحدرة، ويصرفونها أحيانًا عن الحقيقة الدامغة، ويدخلونها في المتشابهات حتى يتفرَّق دم الحقيقة بين القبائل فلا يُعرف لها طريق.
في قضية حمد الله الوقائع الدامغة تقول: إن إدارة النصر فسخت عقد اللاعب من طرف واحد، وأعلنت ذلك عبر الموقع الرسمي، وتمَّ مخاطبة اتحاد القدم لإسقاط اسمه من الكشوفات. هذه حقيقة لا تقبل الجدل، والإثباتات موجودة عند اللجان المختصة.
إلى هنا والأمور عادية، وتحدث كثيرًا، لكن غير العادي انقلاب الأمور رأسًا على عقب بعد تعاقد الاتحاد معه، فبدلًا من أن يكون لاعبًا غير مرغوب فيه لدى الإدارة النصراوية، أصبحت الصورة وكأن الاتحاد تعاقد بصورة غير نظامية معه، وأنه لاعب نصراوي، مَن يريده يجب أن يتفاوض مع إدارة ناديه، أو يدفع مبلغًا خرافيًّا كتعويض، بل ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك بأن اللاعب سيعود إلى النصر بقوة النظام، ولن يستطيع الاتحاد تسجيله في الكشوفات.
كل هذه “الخثاريق” التي ساقوها للتغرير بالمشجع النصراوي انكشفت بمجرد حصول “العميد” على شهادة الكفاءة المالية، حيث تمَّ قيد حمد الله في الكشوفات، وسافر مع الفريق إلى القصيم للمشاركة في مباراة الرائد عصر أمس.
مثل هذه الأساليب تتكرَّر كثيرًا من النصراويين، ولا أعلم هل هناك تنسيق بين الإعلام وصنَّاع القرار في الترويج لها، والتأكيد عليها، بل والجزم بها، وإن حدث العكس، فهو ظلم بواح، ثم تبدأ حملة بكائيات، لها أوَّل وليس لها آخر.
السيناريو نفسه تقريبًا سيتكرَّر في قضية اللاعب كنو، علمًا أن ما يقولونه حاليًّا، كانوا يقولون عكسه في قضية عوض خميس على الرغم من أن الحدثين متطابقان، ويؤكدون في الحدثين أن الهلال هو المخطئ، وهو الذي سينال العقاب الذي يصل إلى “التهبيط” للدرجة الأدنى.
لاحظوا أن الفعلين متناقضان، ومع ذلك أفعالهم تتناقض بشكل سافر، تقودهم في ذلك أصواتٌ تأخذهم باتجاه الطريق المنحدرة في كل مرة.
الهاء الرابعة
لم يبقَ عندي ما يبتزه الألم
حسبي من الموحشات الهم والهرم
لم يبقَ عندي كفاء الحادثات أسى
ولا كفاء جراحات تضج دم
وحين تطغى على الحرّان جمرته
فالصمت أفضل ما يطوى عليه فم.