المفرّج
وكفى
أعرفه منذ سنوات طويلة تمتد لأكثر من عقدين من الزمان لاعبًا ثم إداريًا ثم عضو مجلس إدارة، وحاليًا مديرًا تنفيذيًا لكرة القدم، وخلال تلك السنوات لم أخصص له مقالة، ولا أعرف السبب، رغم أنه يستحق عملًا ومحبة.
فهد المفرج أحد أنجح الأسماء في العمل الإداري في تاريخ الكرة السعودية على مستوى العموم، والهلالية بشكل خاص.
عمل مع إدارات مختلفة وبمناصب وواجبات مختلفة، وبرع فيها جميعًا، فهو صاحب خلق كريم، وسلوك قويم، وفكر متجدد، ومتابعة مستمرة “هذه الجزئية تحديدًا اختبرته فيها دون أن يعلم، ففي صيفية سابقة سألته عن لاعب أجنبي، كنت قد تابعته، فجاوبني على الفوز بأنه لم يعد حرًا بعد أن وقع عقدًا مع النادي الفلاني، قادمًا من النادي العلّاني، ويعاب عليه مزاجيته الحادة ومشاكله المتكررة مع المدربين”، قلت في نفسي لحظتها أي ذاكرة تختزل فيها المعلومات ـ اللهم لا حسد.
ما دعاني للكتابة عنه هو حديث “قوميز” الوداعي، الذي بثه المركز الإعلامي للنادي، ورغم أنه لم يتجاوز عشر دقائق، إلا أنه يضم محتوى كبيرًا لأسرار ثبات الهلال وزعامته للكرة المحلية والقارية، وهي الأسرار التي يعرفها العقلاء ويتجاهلها المتعصبون بحثًا عن أسبابهم الوهمية، التي تتناسب مع نفسياتهم المحطمة، وعاطفتهم، التي لا ترى الحق، ولا تريد أن تراه.
في حديث الأسد الفرنسي كان الثناء والمديح للمنظومة كاملة، واختص في جزئيات منها رئيس النادي وفهد المفرج، الذي طلب منه أن يتفرّغ للملعب ويترك الأمور الأخرى عليهم، فهم سيوفرون له ولبقية زملائه كل الأجواء الصحية والمناسبة والمحفزة على التألق والإبداع، وبالتالي كانت المحصلة بطولات تترى، وثبات كبير، ونجاح منقطع النظير.
إن من أهم المنجزات، التي حققها المفرج وفريق عمله، “توفير الأجواء الصحية”، وهذه بدورها تنعكس إيجابًا على العمل بشكل عام، وهي بعد توفيق الله من أسباب جلب البطولات وحضور النجوم، فالثلاثي الأخير سعود والمالكي والعويس حضروا ليضمنوا رواتبهم أولًا بأول، ولن تجحد حقوقهم، ولن يتم مماطلتهم فيها، هذا عدا روح الأسرة الواحدة، فالجميع سواسية، رغم أن عقودهم أقل من عروض قدمت لهم سواء مع أنديتهم السابقة، أو من أندية أخرى دخلت على خط المفاوضات ووجدت الرفض القاطع من الثلاثي.
الهاء الرابعة
أَنَّ الزَمانَ الَّذي ما زالَ يُضحِكُنا
أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا
بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدهر آمينَا